الأحد، 4 يوليو 2021

ج3.كتاب : أدب الكاتب ج3.ج 3. المؤلف : أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الكوفي المروري الدينوري

 

ج3.كتاب : أدب الكاتب ج3.ج 3.
المؤلف : أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الكوفي المروري الدينوري

) 562 ( وأُكْل وأُكُل ) ( والسُّحْتُ والسُّحُت ) ( والرُّعْبُ والرُّعُبُ ) ( والنُّكْر والنُّكُر ) ( وأُذْنٌ وأُذُنٌ ) ( والسُّحْقُ والسُّحُق ) ( والْبُعْدُ والْبُعُدُ ) ( والْعُقْبُ والْعُقُبُ ) ( والْحُقْبُ والْحُقُبُ ) ( والشَّغْلُ والشغُل ) ( والثُّلْثُ والثُّلُثُ ) ( والْعُذْر والْعُذُر ) ( والنُّذْر والنُّذُر ) ( والعُمْر والعُمُر ) ولأقْبِلَنَّ ( قُبْلَكَ وقُبُلَكَ ) وقرأ بعض القراء : ( الْجُزْء ) ( والْعُسُر ) ( والْيُسُر ) والأكثر التخفيف
وإذا توالت الضمتان في حرف واحد كان لكَ أن تخفف مثل : ( رُسُل ورُسْل ) ( وكُتُب وكُتْب ) ( وطُنُب وطُنْب )
وكذلك إذا توالت الكسرتان خففوا فقالوا في ( إبل ) : إبْلٌ
ولم يسكنوا شيئاً من المفتوح لخفة الفتحة نحو ( جَمَل ) ( وجَبَل ) ( وقَتَب ) ولا يقولون ( جَبْلٌ ) ولا ( جَمْلٌ )
وإذا خففوا مثل ( عَضُدٍ ) ( وفَخِذٍ ) ( وكَبِدٍ ) فربما أبقوا الحركة التي أسقطوها على أوّل الحرف فقالوا في فَخِذٍ وكَبِدٍ وَعَضُدٍ : ( فِخْذ ) ( وكِبْد ) ( وعُضْد ) وربما تركوا حركَةَ 563 الحرف الأول على حالها فقالوا : ( فَخْذ ) ( وكَبْد ) ( وعَضْد ) وقالوا في تخفيف رَجُلٍ : ( رَجْل ) ولم أسمع ( رُجْل ) وقالوا في تخفيف لِعِب : ( لِعْب ) ولم نسمع ( لَعْب )
والأفعال إذا كانت على ( فَعِلَ ) أو فُعِلَ ) أو ( فَعُلَ ) خففت يقولون ( قَدْ عُلْمَ ذاك ) أي : عُلِمَ

وقال أبو النَّجم :
لَوْ عُصْرَ مِنْهُ الْباَنُ وَالْمِسْكُ انْعَصَرْ ... )
ويقولون : ( قَدْ كَرْمَ الرَّجُلُ ) يريدون كَرُم ( ونِعْمَ ) ( وبِئْسَ ) إنما أصلهما فَعِل فخففتا
وإذا جاء الفعل على ( فَعَل ) لم يخففوه نحو ( ضَرَبَ ) ( وقَتَلَ ) ( وأكَلَ ) لأنهم لا يستثقلون الفتحة وقال الأخطل :
( وما كُلُّ مَغْبُونٍ ولَوْ سَلْفَ صَفْقُهُ ... برَاجعِ ما قَدْ فَاتَهُ برِدَاد )
أراد ( سَلَف ) فسكَّنَ المفتوح وهذا شاذ

564 - باب ما جاء على فعلة فيه لغتان فَعْلة وفِعْلة

بفتح الفاء وسكون العين وبكسر الفاء وسكون العين

العُقاب ( لَقْوَة ولِقْوَة ) فأما التي تسرع اللَّقْحَ فهي لَقْوَة بالفتح ( فُلاَنٌ بعيد الْهَمَّة والهِمَّة ) ( وهذه أمَة حَسَنة المَهْنَة وَالمِهْنَة ) أي : الخدمة ( وقوم شَجْعَة وَشِجْعة ) للشجعان ( وَلَفُلاَنِ في بني فلان حَوْبَة وَحِيبَةٌ ) وهي الأم والأخت والبنت وتكون في موضع آخَرَ الهمَّ والحاجَةَ ( وفلان يأكل الْحَيْنَة وَالحِينَةَ ) أي : مَرَّةً في اليوم وهي ( الطَّسَّة والطِّسَّة ) للطست
عن أبي زيد : ( فُلاَنٌ حسن الْهَيْئة وَالْهِيئَةِ ) وهي ( اللَّقْحَة وَاللَّقْحَة )
ومن المعتل : ( ضَعَة وَضَعَة ) ( وقَحَة وَقِحَة ) ( وَوِطِىءٌ بين الطِّئَةِ وَالطَّأَة ) ويقال الْوَطَاءة
وإن أردت في فَعْلة المرةَ الواحدة فهي بالفتح تقول : ( قَعَد قَعْدَة ) ( وَجَلَسَ جَلْسَةً ) ( ولقيته لَقْيَةً )
وإن أردت الضرب من الفعل كَسَرْتَ تقول : ( هو حَسَنُ القِعْدَةِ ) ( وَالْجِلْسَةِ ) ( وَالرِّكْبة ) ( وَقَتَلَهُ شَرّ قِتْلَةٍ ) 565 وَمَاتَ ( مِيتَةَ سُوءٍ )

فِعْلة وَفُعْلة بكسر الفاء وسكون العين وبضم الفاء وسكون العين
( كِسْوَة وَكُسْوَة ) ( وَرِشْوَة وَرُشْوَة ) ( وَقِدْوَة وَقُدْوَة ) ( وَإسْوَة وَأُسْوَة ) ( وَالرَّحِمُ شِجْنَة من الله وَشُجْنَة ) ( وَنِسْوَة وَنُسْوَة ) ( وحِبْوَة وَحُبْوَة ) ( وَحَظِىَ فُلاَنٌ حِظْوَةً وَحُظْوَةً ) ( وَخِصْيَة وَخُصْيَة ) ( وَخِفْيَة وَخُفْيَة ) ( وَنِسْبَة وَنُسْبَة ) ( وَمِرْيَة وَمُرْيَة ) من الشك ( وَحَافٍ بَيِّنُ الْحِفْوَة وَالْحُفْوَة ) ( وَالشِّفَّةُ وَالشُّفَّة ) للسفر البعيد ( وَالْعِدْوَة وَالعُدْوَة ) المكان المرتفع ( وَعِدْوَة الوادي وَعُدْوَته ) وفيه ( غِلْظة وَغُلْظة ) ( وَرِفْقَة وَرُفْقَة ) ( وَكِنْيَةَ وَكُنْيَةٌ ) ( وَامرأة ذات كِدْنَة وَكُدْنَة ) إذا كانت ذات لحم ( وَمِدْية وَمُدْية ) السكين والغِيبةُ ( الإكلَةُ والإكْلَةُ ) ( وَحِشْوَة البطن وَحُشْوَة ) ( وَمِنْيَة الناقة وَمُنْيَتُهاَ ) وهي الأيام التي يُتَعَرَّف فيها ألاقح هي أم حائل ( وَذِرْوَة الشيء وَذُرْوَته ) أعلاه ( وَإخْوَة وَأُخْوَة ) وَ ( وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى إلَّةِ ) ( وَأُمّةٍ ) أي : دين ( الْجِثْوَة 566 وَالْجُثْوَة ) الحجارة المجتمعة ( وَجِذْوَة من النار وَجُذْوَة ) ( وَقِنْوَة المال وَقُنْوَة ) ( وقِنْيَة وَقُنْيَةٌ ) ويقال : ( سِرْوة وَسُرْوَة ) للنِّصال القِصَار
فَعْلَةٌ وفُعْلَةٌ بفتح الفاء وسكون العين وبضم الفاء وسكون العين
خَطَوْتُ ( خَطْوَةً وخُطْوَةً ) وهي ( لَحْمةُ الثوب ولُحْمَة )
قال ابن الأعرابي : لحمة النسب والثوب مفتوحان ولُحْمة السبع والبازي وكل صائد مضموم . وعن أبي زيد في لحمة مثل ذلك سواء

وهي ( كَفْأَة الإبِلِ ) ( وَكَفْأَة ) وهي أن تُفَرَّقَ فرقتين فيضرب الفحل إحداهما سنة والفرقة الأخرى سنة وهي ( البَلْجَةُ وَالبُلْجَة ) وهي ( الدَّلْجَةُ والدُّلْجة ) ومنهم من يفرق بينهما وقد بيَّنا ذلك ( وعَلَيْهِ بَهْلَةُ الله وبُهْلَتُهُ ) ( وجَلَسْتُ نَبْذَة ونُبْذَةً ) أي : ناحيةً ( وحُوْبَةُ الرجل وحُوبَته ) أمُّ الرجل ( وسَدْفَة من الليل وَسُدْفَة ) ( وَحَسْوَة وَحُسْوَة ) ( وَغَرْفَة وَغُرْفَة ) ( وَجَرْعَةَ وَجُرْعَة ) ( وَنَغْبة 567 ونُغْبة ) ( وَلَحِسْتُ لْحَسَة وَلُحْسَة ) ( وَبَقْعة وبُقْعة ) ( وبَرْهَة من الدهر وَبُرْهَة ) ( وجَهْمة من الليل وَجُهْمة ) وهي بقيَّةٌ من الليل ( وَفلان ينام الصَّبْحة والصُّبْحة ) ( وَمالي عليه عَرْجة ولا عُرْجة )
فُعْلة وفَعَلَة بضم الفاء وسكون العين وبفتحهما جميعا
( قُلْفَة وَقَلَفَةُ ) ( وَقَطْعَة وَقَطَعَة ) لقطع اليد ( وَجُذْمة وَجَذَمَة ) مثل قَطَعَة ( وَصُلْعَة وَصَلَعة )
فُعْلَة وَفُعَلة بضم الفاء وسكون العين وبضم الفاء وفتح العين
الْحَرْبُ ( خُدْعَةٌ وَخُدَعَة ) وزاد يونس ( وَخَدْعة ) وهو العبد ( زُنْمَة وزُنَمَةٌ وزُلْمَة وزُلَمَةٌ ) ويقال أيضاً ( زُلْمَة ) ( وزَنْمَةٌ )
قال : وفُعْلة من صفات المفعول وفُعَلة من صفات الفاعل تقول : ( رجل هُزَأَة ) يهزأ بالناس ( وهُزْءه ) يهزؤون منه وكذلك ( سُخَرَة وسُخْرَة ) ( وضُحَكة وضُحْكة ) ( ولُعَنَةٌ ولُعْنة ) ( وسُبَبَةٌ وسُبّهَ ) ( وخُدَعة وخُدْعة )

فُعَلة وفَعَلة بضم الفاء وفتح العين وبفتحهما جميعا
رجل ( أُمَنة وَأَمَنَةٌ ) للذي يثق بكل أحد ( وَدُرَجَة وَدَرَجَةٌ )
568 - فَعْلَةٌ وَفَعَلَة بفتح الفاء وسكون العين وبفتحهما جميعا
( فَحْمَة العِشاء وَفَحَمَة ) ( وَصَخْرة وَصَخَرة ) ( وَغَزْوَةٌ وَغَزَاةٌ ) ( وَهو في عِزً وَمَنْعَة وَمَنَعَةٍ ) ( وُهو فصيح اللَّهْجة وَاللَّهَجَةِ ) وهي ( المَغْرَة وَالمَغَرَةُ ) ( وَالوَدْعَة وَالوَدَعَة )
فَعِلَة وَفِعْلَة بفتح الفاء وكسر العين وبكسر الفاء وسكون العين
( مَعِدَة وَمِعْدَة ) ( ضَبِنَة الرَّجُلِ وَضِبْنَةٌ ) ( وَلَبِنَةٌ وَلِبْنَةٌ ) ( وَقَطِنَةٌ ) للتي تكون مع الكرش ( وَقِطْنَة ) ( وَكَلِمَةٌ وَكِلْمَةَ ) ( وَسَفِلَةُ الناس وَسِفْلَةُ )
فَعِلَة وفَعْلَة بفتح الفاء وكسر العين وبفتح الفاء وسكون العين
هي ( الْحَصِبة وَالْحَصْبة ) ( وَالوَسِمَة وَالوَسْمَةُ ) التي يختضب بها
فُعْلة وَفُعُلة بضم الفاء وسكون العين وبضمهما جميعا
( ظُلْمَة وَظُلُمة ) ( وَحُلْبة وَحُلُبة ) وفي هذا ( رُخْصة وَرُخْصة ) ( وَهُدْنة وَهُدُنة )

فِعْلَة بالواو والياء
هي ( الْحِمْوَة وَالْحِمْية ) وهي ( النِّفْوَة وَالنِّفْيَة ) لكل 569 ما نَفَيْتَه وحافٍ بيِّن ( الحِفْية وَالحِفْوَة ) ( وَقِنْيَةٌ وَقِنْوَة ) للشيء تَقْتَنِيهِ
فُعْلة بالياء وأصلها بالواو
قالوا : ( رُبْية ) من الربا ( وَحُبْية ) من الإحتباء وأصلهما رُبْوَة وَحُبْوَةٌ . باب ما جاء على فعال فيه لغتان فَعَال وفِعَال بفتح الفاء وبكسرها
( صَدَاق المرأة وَصِدَاقها ) ( وَوَجَارُ الضبع ووِجَارها ) ( وَمَلاَك الأمر وَمِلاَكُه ) ( وَجَهاز العروس وجِهَازُها ) ( وَسِرَار الشهر ) وسَرَار أجود ( وَفَسكاك الرهن وفِكاك ) ( وَحَجَاج العين وَحِجاجٌ ) لِعَظْمِ الحاجب ( وَالمَخَاض وَالمِخَاض ) وَجَع الولادة ( وَالرَّضَاع وَالرِّضَاع ) ( وَالدَّجاج وَالدِّجَاج ) وكذلك الواحدة ( وَنَعَام عَيْنٍ وَنِعامَ عَيْنِ ) ( وَطَفَاف المكوّك وَطِفَاف ) وهو مِثْلُ ( جَمَام المكوك وِجِمام ) ( وَالوَطَاء والوِطَاء ) الفِرَاش اللين وكذلك ( الوَثَار والوِثَار ) ( وَالوَقَاء وَالوِقاء ) ( وَبَغَاث الطير وبَغَاث ) ( وَالوَحَام وَالوِحَام ) الشهوة على الحمل وهو ( الدَّواء وَالدِّواء ) 570 ورجل ( خَشَاشٌ وَخِشَاشٌ ) وهو اللطيف الرأس الضَّرْبُ الجسمِ وجارية بينة ( الشَّطَاط وَالشِّطَاط ) وَالشَّطَاطة وجارية بينة ( الْجَرَاء وَالجِرَاء ) مصدر جارية
ليس بيني وبينه ( وَجَاحٌ وَوِجَاحٌ ) ( وَأجَاحٌ وَإجَاح ) أي : سِتْرٌ

وحكى عن ابن الأعرابي ( سِدَاد من عَوَز وَسَداد ) وهذا ( قَوَامُهُمْ وَقِوَامهم ) ( وَالْوَثَاق وَالوِثَاق ) وأيام ( الْحَصَاد والحِصَاد ) ( وَالقَطَاف وَالقِطَاف ) ( وَالْجَزَاز وَالجِزَاز ) لجزاز النخل والغنم ( والْجَدَاد وَالجِدَاد ) ( وَالصَّرَام وَالصِّرَام ) ( وَالْقَطَع وَالقَطَاع ) ( وَالكَناز وَالكِناز ) حين يكنز النمر ( وَالْجرَام وَالجِرَام ) ( وَالرَّفَاع وَالرِّفَاع ) حين يحصد الزرع فيرفع
قال الكسائي : سمعت أخواتها بالوجهين إلا الرَّفَاع فإني لم أسمعها مكسورة
وقمر ( تَمَام وَتِمَام ) ووَلَدٌ ( تَمَامٌ وَتِمَامٌ ) ( وَليل تِمَام ) لا غير . باب فِعال وفُعال بكسر الفاء وبضمها
( سِوَارٌ المرأة وسُوَار ) ( وهو حسن الجِوَار والْجُوَار ) ( وحِوَار الناقة وحُوَار ) ( وشِوَاظ من نار وشُوَاظ ) ( وخِوَان وخُوَان ) للذي يؤكل 571 عليه ( والهِيَام والْهُيَام ) داء يأخذ الإبل ( والنِّدَاء والنُّدَاء ) ( والهِتَاف والهُتَاف ) ( ورجل شِجَاع وشِجَاع ) ( وقوم شُجْعَان وشِجْعَان ) وهو كريم ( النَّجَار والنُّجَار ) ( والنِّحَاس والنُّحَاس ) أي : الأصل ( والصِّيَاح والصُّيَاح ) ( وصِوَان الثوبِ وصُوَانه ) : التَّخْتُ أو الوعاء الذي يُصَان فيه ( وهُمْ رِهَاقُ مائةٍ ورُهَاقُ مائة ) كقولك : هم زُهاء مائة وصار البَيْضُ ( فَلاَقاً وفُلاَقاً ) اي : فَلَقًا ( وإبل طِلاَحِيَّة وَطُلاَحِيَّة ) تأكُلُ

( ورَجُلٌ نِبَاطِيّ ونُبَاطِيٌّ ) منسوب وأصابه ( إطَامٌ وأُصَامٌ ) إذا احتبس بطنه . باب فَعَال وفُعَال بفتح الفاء وبضمها
( بالثوب عَوَارٌ وعُوَار ) ( وفَوَاق الناقة وفُوَاقُها ) : ما بين الْحَلْبَتَيْنِ والصَّقْر ( قَطَاميَّ وَقُطَاميّ ) أجاب الله ( غَوَاثَهُ وغُوَاثه ) من الإستغاثة
ولم يأت من الأصوات إلا مضموماً مثل ( الْحُدَاء ) ( والدُّعَاء ) ( والْبُكَاء ) غير ( غُوَاث ) فإنه يفتح ويضم وجاء في الأصوات مكسوراً نحو النِّداء ) ( والصِّياح ) وقد ضُمَّا أيضاً
قال الكسائي : دخلتُ في ( غَمَار الناس وغُمَارهم ) أي : في جماعتهم وكثرتهم وكذلك خَمَار الناس وَخُمَارهم ) . باب فَعَال وفَعِيل
( رجل شَحَاحٌ وشَحيح ) ( وعَقَام وعَقِيم ) ( وصَحَاح الأديم وصَحِيح ) ( وبَجَالٌ وبَجِيل ) وهو الضخم الجليل

( ورجل كَهَام وكَهِيم ) للذي لا نَفْعَ عنده ( والْجَرَام والْجَرِيم ) النَّوَى وهما أيضاً النمر اليابس ( وثَقَال وَثَقِيلٌ ) . باب فُعَال وَفَعِيل
( طَوِيل وطُوَال ) ( وعرِيض وعُرَاض ) ( وكَبِير وكُبَار ) ( وخَفِيف وَخُفَاف ) ( وَعَجيب وعُجَاب ) ( وَجَليل وجُلالَ ) ( وَدَقيق ودُقَاق ) ( ورَقِيق وَرُقَاق ) ( وكَرِيم وكُرَام ) ( وَمَلِيح وَمُلاَح ) ( وجَميل وجُمَال ) ( وكثير وكُثَار ) 573 ( وَقَلِيل وقُلاَل ) ( زَحِير وزُحَار ) ( وأنِين وأُنَان ) ( نَسِيل ونُسّال ) : ما سقط من الشعر والوبر والريش ( وشَحيج البغل والغرابِ وشُجَاج ) ( وَنَهيق الحمار ونُهَاق ) ( وسَحِيل وسُحَال ) ( ونَبيح ونُبَاح ) ( وضَغِيب وضُغَابٌ ) لصوت الأرنب ( وذَنِين وذُنَان ) لما يسيل من الأنف ( وعَظِيم وعُظَام ) وجَسِيم وجُسَام ) ( وشَجِيع وشَجُاع )
وحكى الفراء : ( صَغِير وصَغَار )
وحكى أبو زيد : ( رجل عُظَام ) ( وجُسَام ) ( وضُخَام ) ( وَطُوّال ) ولم يقال في ( ضُخام ) ضَخِيم وإنما هو ضَخْم ولكن الأصل فيه ضخيم على بناء أمثاله مثل : عظيم وكبير وثقيل وبطىء وغليظ فأجازوا فيه ( ضُخَاماً ) على أصل الحرف
وقد بينت أمثلة هذه الحروف وأضدادها
وروى أبو عبيدة عن المؤرّج في الأمثال :

( نَزَوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ الْفُرارا ... )
وقال الفرّاء : ( الفُرَار ) ولد البقرة الوَحْشِية قال : ويقال له فَرِيرٌ وفُرَارٌ مثل طَويل وطُوَال وكان 574 غيره يزعم أن ( فُراراً ) جمع فَرِيرٍ
قال أبو عبيدة : ولم يأت شيء من الجمع على فُعَال إلا أحرُف هذا أحدها
قال : ومنها ( تَوْأم وتُؤَام ) ( وشاة رُبَّى وغَنَم رُبَاب ) ( وظِئْر وظُؤَار ) ( وعَرْق وعُرَاق ) ( ورِخْل ورُخَال ) ( وَفَرير وفرار ) قال : ولا نظير لهذه الأحرف
قال أبو عبيدة : فإذا أرادوا المبالغة شَدَّدوا فقالوا ( كُرّام ) ( وكُبّار ) ( وظُرَّاف ) ( وعُجَّاب ) فالكُرّام : اشد كَرَماً من الكُرَام
وقد يجيء من المشدّد ما ليس من هذا الباب قالوا ( حُسّان ) للحَسن ( وَقُرَّاء ) للقارىء ( وُضَّاء ) للوضيء . باب فَعَال وفُعول
( الثّبات والثُّبُوت ) ( وَالذَّهَاب والذُّهُوب ) ( والْفَسَاد والْفُسُود ) ( والصَّلاَح والصُّلُوح ) ( وَقَطاع الطير وَقُطُوعها ) وهو أن تقطع من بلد إلى

فأما ( قَطَاعُ الْمَاءِ ) يعني انقطاعه فمفتوح ( والْقَتَام والْقُتُوم ) ( وفَرَغْتُ من الأمر فَرَاغاً وفُرُوغاً ) . 575 باب فُعال وفُعول
هو ( الْكُلاَحُ وَالْكُلوح ) ( والسُّكَات والسُّكُوت ) ( والصُّمَات والصُّمُوت ) ( ورَزَحَت الناقة رُزَاحاً ورُزُوحاً ) إذا سقطت من الهُزَال والتعب . باب فِعَال وفُعُول
هو ( النِّفَار والنُّفور ) ( والشِّرَاد والشُّرُود ) ( وَالشِّبَاب ) من شَبَّ الفَرَسُ ( وَالشُّبُوب ) ( وَالشِّمَاس ) من شَمَسَ ( وَالشُّمُوس ) ( وَالطِّمَاح ) من طَمَحَ ( وَالطُّمُوح ) . باب فِعْلٍ وَفَعَال
( رَجُلٌ حِلٌّ وحَلاَل ) ( وَحِرْمٌ وَحَرَامٌ ) . باب فِعْل وَفِعَال
رِيشٌ وَرِيَاش ) ( وَلِبْس وَلِبَاس ) ( وَدِبْغ وَدِباَغ ) . باب ما جاء على فعالة مما فيه لغتان فَعَالة وَفِعَالة بفتح الفاء وبكسرها
هي ( الرَّطَانة والرِّطَانَة ) ( وَالْوَقَاية وَالْوِقَاية ) ( وَالْوَكَالة 576

) ودليلٌ بيِّن ( الدَّلاَلة والدِّلاَلة ) ومَهَرْتُ الشيء ( مَهَارَةً ومِهَارة ) ( والْوَصَاية والْوِصَاية ) ( والْجَنَازَة والْجِنَازة ) ( والْجَرَاية والْجِرَاية ) ( والْبَدَاوة والْبِدَاوة ) ( والْحَضارة والحِضارة ) ( والْوَلايَة ) من الموالاة ( والوِلاَية ) ( والْوَزَارة والوِزَارَة ) والكسر أجود ( والرَّضَاعة والرِّضَاعة ) ( والْخَلاَلة والْخِلاَلة ) مصدر خَلِيل ويقال أيضاً ( الخُلُولة )
وقد نَوَت الناقة تَنْوِى ( نَوَايَة ونَوَاية ) إذا سَمِنَتْ ( والجَداية والجِداية ) الرَّشَأ
فِعَالة وفُعَالة بكسر الفاء وبضمها
( بِشارة وبُشَارة ) قال الأصمعيُّ : الكسر وحده لا غير
وروى الكسائي : ( الزِّيارة والزُّوَارة ) ( ودِوَايَة اللبن ودُوَايته ) للجِلْدَة الرقيقة التي تعلوه وهي ( الْخِفَارة والْخُفاَرة ) ( والْفِتَاحَة والْفُتَاحة ) وهي المحاكمة
فَعَالة وفُعَالة بفتح الفاء وبضمها
في صوته ( رَفَاعَةٌ ورُفَاعة ) أي : عُلُوٌّ وعليه ( طَلاَوَة من الحسن وطُلاَوَة )

باب ما جاء على فَعالة وفُعُولة
( فُسُلَ فَسَالةً وفُسُولة ) ( ورَذُلَ رَذَالَةً ورُذُولةً ) وفارسٌ بين ( الفَرَاسَة 577 والفُروسة ) ولحية كثَّة بينة ( الكَثَاثَة والكُثوثة ) وجَلْد بيّن ( الْجَلادة والْجُلودة ) وشَعْر وَحْف بيّنُ ( الوَحَافة والوُحُوفة ) إذا كان كثيراً وَشعر جَثْل بيّن ( الْجَثَالة والْجُثُولة ) وشعر جَعْدٌ بَيِّن ( الْجَعادة والْجُعُودَة ) ووَقَاحٌ بَيْنَ ( الوَقَاحة والوُقُوحَة ) . باب ما جاء على مفعل فيه لغتان مَفْعَلٌ وَمَفْعِلٌ بفتح العين وبكسرها
( مَنْسَج الثوب ) حيث ينسج ( ومَنْسِجٌ ) ( مَغْسَلُ الموتى ) حيث يُغْسَلون ( ومَغْسِل ) ( ومَقْبْضُ السيف ومقْبَضُه ) ( ومَضْرَبُه ومَضْرِبه ) ( وَالْمَنْسَك وَالْمَنْسِك ) ( وَالْمَسْكَن وَالْمَسْكِن ) ( وَمَفْرَق الطريق ومَفْرِقه )
وكذلك ( مَفْرَق الرأس ) ( وَمَطْلَع ومَطْلِعٌ ) ( وَمَحْشَرٌ وَمَحْشِرٌ ) ( وَمَنْبَتٌ وَمَنْبِتٌ ) ( وَمَدَبُّ السيل وَمَدِبُّ ) وهو ( مَحَلُّ أَجْرٍ وَمَحِلُّ أَجْرٍ )
كل ما كان على فَعَلَ يفعِل فالاسم منه مكسور والمصدر مفتوح 578 قال الله جل ثناؤه : ( أيْنَ المَفَرُّ ) فمن قرأه بالفتح أراد أين الفرار وإن أراد المكان الذي يُفَر إليه قال ( المفِرُّ ) بالكسر وتقول : ( هذا مَضْرِبُ فلان ) تريد الموضع الذي ضَرَبَ إليه وبَلَغه فإن أردت المصدر قلت : ( إن في ألف درهم لَمَضْربا ) أي : ضَرْبا قال الله جل ثناؤه : ( وَجَعِلْنَا النَّهَارَ مَعَاشَا ) يريد عيشاً وهو مصدر

وقد جاء بعض المصادر على ( مَفْعِل ) والأول أكثر وأقيس قال جل ثناؤه : ( إلَى اللهِ مَرْجِعُكُم ) أي : رُجُوعكم وقال عز و جل : ( وَيَسْأَلُونَكَ عِنِ المَحِيضِ ) أي : الحيض
فإذا كان يفعَل منه مفتوحَ العينِ فالموضع والمصدر مفتوحان نحو : ( المَذْهَب ) ( وَالمَشْرَب ) وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا الاسم وليس بالكثير قالوا : ( الْمَكْبِر ) وهو شاذ وكذلك ( الْمَحْمِدَة )
فإذا كان يَفْعُلُ مضمومَ العينِ فالإسم والمصدر مفتوحان مثل ( المَدْخَل ) ( وَالمَخْرَج ) ( وَالمَطْلَب ) إلا أحرفاً كسرت مثل ( المسجِد ) 579 ( وَالمطلِع ) ( وَالمغرِب ) ( وَالمشرِق ) ( وَالمَسْقِط ) ( وَالمَفْرِق ) ( وَالمَجْزِر ) ( وَالمَنْسِك ) من نَسَك يَنْسُك جعلوا الكسر علامة للإسم وَربما فَتَحَه بعض العرب في الاسم وَلزموا القياس
وَقد رُوِى ( مَسْكَن وَمَسْكِن ) ( وَمَسْجِد وَمَسْجِد ) وَقال بعضهم : ( المَسْجَدُ : موضع السجود والمَسْجِدُ : اسم البيت )
وقالوا : ( مَطْلِع وَمَطْلَع )
قالوا : وَالفتح في هذه الأحرف التي كسرت جائز وإن لم يسمع في بعضهما
وَما كان من ذوات الياء وَالواِد - مثل مَغْزًى من غَزَوْت وَمَرْمَى من رَمَيْتُ - فمفعَل مفتوح اسما كان أو مصدراً إلا ( مَأْقِى العين ) ( وَمَأوِي الإبل ) فإن العرب قد تكسر هذين الحرفين وَهما نادران

وما كان فاء الفعل منه واواً - مثل وَعَدَ وَوَرَدَ وَوَضَعَ - فإن مفعلا منه مكسور اسماً كان أو مصدراً نحو ( المَوْعِد ) ( وَالمَوْرِد ) ( وَالمَوْضِع ) ( والمَوْقِع ) إلا أحرفاً جاءت نادرة وقال أكثرهم ( مَوْحِل ) وقال بعضهم 580 ( مَوْحَل ) قال الهُذَلي :
( فَأَصْبَحَ الْعِينُ رُكُوداً عَلَى ... الاوْشاز أنْ يَرْسَخْنَ في المَوْحَلِ )

وَيروى الْمَوْحِل والْمَوْحَلُ جميعاً
قال : ( وَمَوْرق ) ( وَمَوْهَب ) ( وَمَوْكَل ) اسم رجل أو مكان ( وَمَوْحَد ) معدول عن واحد يقال : ( دَخَل الْقَوْم مَوْحَدَ مَوْحَدَ ) كما يقال ( أُحَاد أَحَاد )
مُفْعَل وَمِفْعَل بضم الميم وبكسرها مع فتح العين فيهما
( مُصْحَف وَمِصْحَف ) ( وَمُغْزَل وَمِغْزَل ) ( وَمُخْدَع وَمِخْدَع ) ( وَمُطْرَف وَمِطْرَف ) ( وَمُجْسَد وَمِجْسَد )
قال بعضهم : الْمُجْسَد : ما صبغ بالْجِساَد فأجيد وأشْبِعَ صِبْغُه صَبْغُه والجساد : الزَّعفران وَالمِجْسَد : الذي يلي الجسد من الثياب
وقال الفرّاء : الْمُجْسَدُ وَالْمِجْسَدُ واحِدٌ وهو من ( أُجْسد ) أي : ألصق بالجلد فكسر أولَه بعضُهم استثقالا للضم وكذلك قالوا ( مَصْحَف ) وهو مأخوذ 581 من ( أُصْحِف ) أي : جُمِعَتْ فيه الصحف فكسر أولَه بعضُهم استثقالا وأصله الضم ( وَمِطْرَف ) وهو من ( أُطْرِفَ ) أي : جعل في طرفيه العَلَمَان ( وَمُغْزَل ) وهو من ( أُغْزِلَ ) أي : أدير وفُتِلَ قال : فمن ضم الحرف من هذه جاء به على أصله ومن كسره فلاستثقاله الضمةَ
مَفْعِل وَمِفْعِل بفتح الميم وبكسرها مع كسر العين
قالوا ( مَنْخِر ) ( وَمِنْخِر ) بكسر الميم لا يعرف غيره

مَفْعِل وَمِفْعِل بضم الميم وبكسرها مع كسر العين
قالوا : ( مُنْتِن ) ( وَمِنْتِن ) بكسر الميم لا يعرف غيره فمن أخذه من أنْتَنَ قال : مُنْتِن ومن أخذه من نَتثنَ نَتُنَ قال مِنْتن
مُفْعَلُ وَمِفْعَل بضم الميم والعين وبكسر الميم وفتح العين
قالوا : ( مُدُقٌّ ) ( وَمِدَقٌّ ) لا يعرف غيره فمَنْ قال مُدُق جعله مثل مُسْعُط وَمُدْهُن ومن قال مِدَق جعله مثل مِحْلَب
مُفْعَل وَمَفْعَل بضم الميم وبفتحها مع فتح العين
ما جاوز بنات الثلاثة فلك فيه وجهان تقول ( مُخْرَج صِدْق ) ( وَمُدْخَل صِدْقٍ ) إن جعلته من أخْرَج يُخْرِج 582 وأَدْخَل يُدْخِل وإن جعلته من خَرَجَ وَدَخَلَ قلت ( مَدْخَل ) ( وَمَخْرَج ) وكذلك ( مُمْسَى وَمُصْبَح ) ( وَمَمْسَى وَمَصْبَح ) وَ ( باسم الله مُجْرَاهاَ وَمُرْساَهاَ ) ( وَمَجْرَاهَا وَمَرْسَاهاَ ) وقد قرىء بهما جميعا

مَفْعَل وَمَفْعَل بكسر الميم وبفتحها مع فتح العين فيهما
قال الكسائي : يقال ( المِشْعَرُ الحرام ) ( وَالمَشْعَرُ الحرام ) وأكثر العرب على كسرها ولا يقرأ بذلك ولا يعرف غيرُ هذا الحرف
وأكثر ما جاء - مما يستعمل مكسورَ الميمِ - نحو ( مَقْطَع ) ( ومِبْضَع ) ( ومِخْرَز ) ( ومِحْلَب ) للقَدَح الذي يُحْلَبُ فيه فإن جعلت شيئاً من هذا مكاناً فتنحت الميم فالْمَقْطَع : الموضع الذي يقطع فيه والمِقْطَعُ الشيء الذي يقطع به و ( الَمَقَصُّ ) الموضع الذي يقصُّ فيه والمِقَصُّ : المِقْرَاض ( والْمَفْتَح ) : الموضع الذي يفتح فيه والْمِفْتَح : المفتاحُ وكذلك إن جعلت شيئاً من هذا مصدراً فهو مفتوح
583 - مُفْعُل وَمُفْعَل بضم الميم مع ضم العين أو فتحها
قالوا : ( مُنْخَل ومُنْخَل ) ( ومُنْصُل ومُنْصَل ) للسيف وهذا مما يستعمل وأولُه مضموم ومما ضُمَّ من هذا الفن أولُه ( مُسْعُط ) ( ومُدْهُن ) ( ومُكْحُلة ) ولا يقال فيه غير ذلك . مِفْعَل وَفِعَال
قالوا : ( مِسَنّ وَسِنَان ) ( ومِسْرَجٌ ومِسْرَدٌ وَسِرَاد ) وهو الإشْفَى ( ومِعْطَف وَعِطَاف ) ( ومِلْحَفٌ وَلِحَاف ) ( ومِقْرَم وَقَرَام ) ( ومَنْطَق وَنِطَاق )
مِفْعَل وَمِفْعَال
قالوا : ( مِفْتَح وَمِفْتَاح ) وأصله مِفتَح وكذلك ( مَضْرَب

) ( ومِقْرَضٌ ومِقْرَاض ) ( ومِصْبَح وَمِصْبَاح ) ( ومِنْسَج وَمِنْسَاج ) ( ومِقْوَل ومِقْوَال ) . باب ما جاء على مفعلة فيه لغتان مَفْعَلَة ومَفْعِلَة بفتح الميم مع فتح العين أو كسرها
( أرْضٌ مَهْلَكَة وَمَهْلِكَة ) ( ومَضَلَّة ومَضِلَّة ) وهو ( عِلْقُ مَضَنَّة ومَضِنَّة ) ( ومَعْتَبة ومَعْتَبة ) ( ولاَ تَلثّوا بدار مَعْجَزَة ) ( ومَعْجِزَة ) أي : تَعْجِزون فبها عن طلب الرزق ( أَخَذَتْنِي مِنْهُ مَذَمَّة ومَذِمَّة ) وهي ( مَضرَبة السيف ومضرِبته )
مَفْعَلَة ومَفْعُلَة بفتح الميم مع فتح العين أو ضمها
( عَبْد مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ) إذا مُلِك ولم يُمْلَكْ أبواه 584 ( ومَأْكَلَة ومَأكُلَة ) ( ومَأْرَبَة ومَأْرُبَة ) : الحاجة ن ( والمَأْدَبة والمَأْدُبة ) الطعام يُدْعَى إليه ( ومَصْنَعَة البناء ومَصْنُعته ) ( ومَحْرَمَة ومَحْرُمَة ) ( ومَزْبَلة ومَزْبُلَة ) ( ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة ) ( ومَخْرَأَة ومَخْرُؤة ) ( ومَخْبَرَة ومَخْبُرة ) ( ومَأْثَرَة ومَأْثَرَة ) ( ومَعْرَكة ومَعْرُكة ) ( ومَيْسَرة ومَيْسُرة ) ( ومَفْخَرة ومَفْخُرة ) ( ومَزْرَعَة ومَزْرُعَة ) ( ومَبْطَخَة ومَبْطُخة ) ( ومِشْرَبة ومَشْرُبة ) وهي كالصُّفَّة بين يَدَيِ الغُرْفة ( ومَقْنَأَة ومَقْتُوءة ) المكانُ الذي لا تطلع عليه الشمس وما بينهم ( مَقْرَبة ولاَ مَقْرُبة ) أي : قَرَابة

مَفْعَلَةُ وَمَفْعَلَةٌ بفتح الميم أو كسرها مع فتح العين فيهما
( الْمَبْنَاة والْمِبْنَاة ) النِّطْعُ ( ومَثْنَاة ومِثْنَاة ) الحبل
قال الفرّاء يقال ( مَرْقَاة ومِرْقَاة ) والفتح أكثر وكذلك ( مَسْقَاة ومِسْقَاة ) مَنْ جعلهما آلة تُسْتعمل كَسَرَ مثل : ( مِغْرَفة ) ( ومِقْدَحَة ) ( ومِصْدَغَة ) ومَنْ جعلهما موضعاتً للإرتقاء وللسقى نَصَبَ
مَفْعَلَةٌ وَمُفْعَلَةٌ بفتح الميم أو ضمها مع فتح العين فيهما
( أغْنَيْتُ عَنْك مَغْنَاةَ فُلاَنٍ ومُغْنَاتَهُ ) وأجزأتك ( مَجْزَأَة فُلاَنٍ ومُجْزَأَتَهُ ) . 585 باب ما جاء على فعلل وفيه لغتان فُعْلُلٌ وفُعْلَلٌ بضم الفاء مع ضم اللام الأولى أو فتحها
( دُخْلُل فُلاَنٍ ودُخْلَلُهُ ) أي : خاصّته ( ورَحُلُ معدُدٌ وقُعْدَد ) إذا كان قريبَ الآباء إلى الجد الأكبر ( وجُؤْذُر وجُؤْذَر ) ( وقُنْفُذ وقُنْفَذ ) ( وعُنْصُل وعُنْصَل ) للبصل البَرِّيِّ ( والْعُنْصُر والْعُنْصَر ) الأصل ( والْبُرْقُع والْبُرْقَع ) ( وطُحْلُبٌ وطُحْلَبٌ )

فِعْلِلٌ وفَعْلَلٌ بكسر الفاء واللام الأولى جميعا أو فتحهما
( جِنجِنٌ وجَنْجَنٌ ) لواحد الجناجِنِ وهي عظام الصدر وبفيه الإثْلِبُ والأثْلَبُ ) ( والْكِثْكِثُ والْكَثْكَثُ ) أي : التُّرَابُ
ومما جاء بالهاء ( نَاقَة عِجْلِزَة وعَجْلَزَة ) ( والْمَالُ بَيْنَنَا شَقُّ الإبْلمِةِ والأَبْلَمَة ) وقد روى الأبْلُمَة أيضاً بمعنى واحد وهي الْخُوصَة . باب فِعْلاَل وفُعْلُول ( شِمْرَاخٌ وشُمْرُوخ ) ( وعِثْكَالٌ وعُثْكُول ) ( وإثْكَالٌ وأُثْكُول ) مثلهُ ( وعِنْقَاد وعُنْقُود ) ( جِذْمَار وَجُذْمُور ) وهي قطعة تبقى من السَّعَفَة إذا قطعت ( وثَفْرَاق وثَفْرُوق ) ومَعْلاَق ومُعْلُوق ) . 586 باب أفْعَل وفَعِلٍ
( أشْعث وشَعِث ) ( أجْرَب وجَرِب ) ( وأخْشَن وخشِن ) ( وأَحْمَق وحَمِق ) و ( أقْعَس وقَعِس ) ( وأكْدَر وكَدِر ) ( وأعْمَى وعَمٍ ) ( وأنْكَد ونَكِد ) ( وأوْجَل وَوَجِل ) قال الشاعر :
( لَعَمْرُكُ ماَ أَدْرِي وإني لأوْجَلُ ... عَلَى أَيّنَا تَغْدُو الْمَنِيَّةُ أَوَّلُ )

( وأوْجَر وَوَجِر ) ( أشْنَع وشَنِع ) قال أبو ذؤيب :
( . . . وَالْيَوْمُ يَوْمٌ أَشْنعُ ... )
وشنيع أيضاً ( وأرْمَد ورَمِد ) . باب فِعِيل وفَاعِل
ضَرِيبُ قِدَاح وَضَارِب ) ( وصَرِيم وصَارِم ) ( وعَرِيف وعَارِف ) وأنشد :
( بَعَثُوا إلَيَّ عَرِيفُهُمْ يَتَوَسَّمُ ...
أي : عارفهم
( وسَمِيع وسَامِع ) ( وعَلِيم وعَالم ) ( وقَدِير وقَادِر ) ( وحَفِيظ وحَافِظ ) ( وغَرِيق وغَارِق ) قال أبو النجم :
( 587 مِنْ بَيْنِ مَقْتُول وَطَافٍ غَارِقِ ... )
أي : غريق

باب فَعْلِ وفَعِيل
( جَدْبٌ وَجَدِيبٌ ) ( وَشَخَتٌ وَشَخِيتٌ ) ( وَسَمْجٌ وَسَمِيجٌ ) قال أبو ذُؤَيْب :
( فَإِنْ تَصْرِمِي حَبْلِي وَإنْ تَتَدَّلَى ... خَلِيلاً وَمِنْهُمْ صَالِحٌ وَسَمِيجُ ) باب فَعِل وفَعِيل
( أَنِقٌ وَأَنِيقٌ ) ( وَبَهِجٌ وَبَهِيجٌ ) ولسان ( ذَلِقٌ وَذَلِيقٌ ) ( وَطَرِف ) في النّسَبِ ( وَطَرِيفٌ ) ( وَحَزِنٌ وحَزِينٌ ) ( وَكَمِدٌ وَكَمِيدٌ ) . باب فَعُولٌ وَفَعِيل
سَمُحتْ ( قَرُونَتُهُ وَقَرِينَتُه ) أي : نَفْسُه ( وَالْحَصُورُ وَالْحَصِيرُ ) الذي لا يَشْرَبُ مع القوم من نحله ( وَأَتَانٌ وَدِيقٌ وَوَدوقٌ ) ( وَهو الكَذَّابُ الأثيمُ والأثُومُ ) ( وَهو الْفَتيتُ وَالْفَتُوت ) ( وَهو نَجِيءُ العَيْنِ وَنَجُوءُ العين ) . 588 باب فَاعَلٍ وفَاعِل بفتح العين وبكسرها
( تَابَلُ القِدْرِ وَتَابِلُ ) ( وَرَامَكٌ وَرَامِكٌ ) لَضِرْب من الطِّيب

باب فَعْلَى وفُعْلَى بفتح الفاء أو ضمها مع سكون العين فيهما
قالوا : ( فَتْوَى وَفْتْياَ ) ( وبَقْوَى وبُقْياَ ) ( وثَنْوَى وثُنْياَ ) ( ورَعْوَى ورُعْيَا ) وأما القُصْوَى والقُصْياَ فمضمومة الأول في اللغتين جميعاً . باب فَاعَل وفَاعَال
( دَانَقٌ وداَنَاقٌ ) ( وخَاتَمٌ وخَاتَامٌ ) . باب ما جاء فيه لغتان من حروف مختلفة الأبنية ما يُضم ويُكسر
( القُرْطُمْ وَالْقِرْطِمُ ) ( والْحِوَلاَءُ وَالْحِوْلاءُ ) ( وأُثْفِيَّة وإَثْفِيَّة ) ويقال للوسادة : ( نُمْرُقة ونِمْرِقَة ) ولواحد الأساوِرة : ( أُسُوَار وإسْوَار ) ( وأُخْوَة وإخَوَة ) جمع أخٍ ( وقُضْبَانَ وقِضْبَانَ ) جمع قضيب ( وقُثاءٌ وَقِثَّاءِ )
ورجل ( تُرْعِيَّة وتِرْعِيَّة ) للذي يجِيدُ رِعْيَةَ الإبل ( والْخُيْلاَءُ والْخِيْلاَء ) ( جُنْدُب وجِنْدَب ) اسم ( ويُوسُف ويُوسِف ) 589 ( ويُونُسُ ويُونِس ) ( وسُفْيَانَ وسِفْيَانَ ) ( وذُبْيَانَ وذِبْيَانَ ) ( والمُغِيرة والمِغيرَة )
ما يُضم ويُفتح
( الْجُدَرِيُّ والْجَدَرِيَّ ) ( وقَوْمٌ كُسَالَى وكَسَالَى ) ( وعُجَالى

( وَغُيَارَى وَغَيَارَى ) ( وسُكارَى وسَكارَى ) ( وجاء القوم بأجْمُعِهمْ وَأجْمَعِهِمْ )
ما يُكسر ويُفتح
( مِنْجَنِيق وَمَنْجَنِيق ) ( ودِيمَاس وَدَيْمَاس ) ( وَالشِّرْيان وَالشَّرْيَان ) شَجَر تُعْمل منه القِسىُّ
( ويوم الأربِعَاء ) - بكسر الباء وفتح الهمزة - وهي الجيدة وحكى الأصْمَعِيّ ( الأرْبَعَاءِ ) بفتح الباء وحكاها ابن الأعرابي أيضاً
( وشَأْوٌ مُغَرَّبٌ ) أي : بعيد ( والذَّفَارِى والذَّفَارى ) جمع ذِفْرَى ( وعَذَارَى وعَذَارِى ) ( وصَحَارَى وصَحَارِى ) وهي ( الطَّنْفَسَة والطِّنْفِسَة ) ( وزَبِيل ) مفتوحة الزَّاي فإن كسرتها زدت نوناً فقلت زَنْبِيل ولا يقال : زَنْبِيل
( والمِرْعِزَّى ) إن شَدَّدت الزاي قصرت وإن خَفَّفتها مَدَدت وكذلك ( القُبَيْطَاء 590 والقُبَّيْطى ) النَّاطِفُ ( والبَاقِلّى والْبَاقِلاَء ) أيضاً
( والْحُلِيُّ ) إن شَدَّدت ضممت أوَّله وإن خَفَّفْتَ فتحت أوله فقلت : ( الْحُلَى ) . قال الفَرَّاء : الْحُلِيُّ جمع حَلْىِ مثل : وَحْى ووُحِيّ
( وقُوَبَاء ) بفتح الواو مؤنثة لا تنصرف وجمعها قُوَب وإن سكنت الواو ذكرت وصرفت وهي ( القَلَنْسُوَة والقُلَنْسِية ) إذا فتحت القاف ضممت السين وإذا ضممت القاف كسرت السين وهي ( الإرْزَبَّة ) التي يضرب بها - بالتشديد - فإذا قلنها بالميم خففت فقلت : مِرْزَبَة وأنشد الفراء :

( ضَرْبَكَ بالمرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ ... )
وهو ( الْبَارِيّ ) بالتشديد - فإذا خففت زدت ألفاً فقلت : ( البَارِيَاء ) ممدود وهو ( عُشْرُ ) الشيء فإن فتحت العين قلت : عَشِيرٌ فزدت ياء وكذلك ( ثَمِينٌ ) ( وَخَمِيسٌ ) ( وَثَلِيثٌ ) ( وَنَصِيفٌ ) في الثمن والخمس والثلث والنصف
قال أبو زيد : ( وَتَسِيعٌ ) ( وَسَبِيعٌ ) ( وَسَدِيس ) وأنكر 591 ( خَميس ) ( وَثليث ) قال الشاعر :
( فَمَا صَارَ لِي فيِ القَسْمِ إِلاَّ ثَمِينُهاَ ... )
وقال آخر :
( لَمْ يَغْذُهاَ مُدٌّ وَلاَ نَصِيفٌ ... )

ويقال ( أُحَاد ) ( وَثُنَاء ) ( وَثُلاَث ) ( وَرُبَاع ) كل ذلك لا ينصرف ولم نسمع فيما جاوز ذلك شيئاً على هذا البناء غير قول الكميت :
( . . . . خِصَالاً عُشَارَا ... )
وأجرى هذا المجرى وأُنْشَدَ لصَخْر السُّلمى :
( ولَقَدْ قَتَلْتُكُمُ ثُنَاءً ومَوْحَداً ... وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ )
ويقال ( مَثْنَى ) كما قيل ( مَوْحَد ) ولا يُنَوَّن لأنه معدول قال الشاعر :
( ولَكِنَّمَا أَهْلِي بَوَادٍ أَنِيسُهُ ... ذِئَابٌ تَبَغَّى النَّاسَ مُثْنَى ومَوْحَد )

592 -

باب ما يقال بالياء والواو

رجل ( سَبْرُوتٌ وَسِبْرِيت ) وبينهما ( بَوْنٌ ) في الفَضْل ( وَبَيْنٌ ) فأما في البعد فلا يقال إلاَّ ( بَيْنٌ ) أتَانَا لِتَوْفَاقِ الهِلاَل وتِيقَاقِ أي : حين أُهِلَّ الهلال وهو يمشي الْخَوْزَلي وَالْخَيْزَلي وهي العُجَاوَة وَالعُجَايَة لعصبَة تكون في فِرْسِنِ البعير وهو سريع الأيْبَةِ وَالأوْبَة وهي المصائب والمصاوِب أجِدُ بقلبي لَوْطاً وَلَيْطاً وهذه نُقَاوَة الشيء ونُقَايَتُهُ أي : خِيَاره وفلان أَحْوَل منك وَأَحْيَلُ من الحِيلَة وهو المُتَأَوِّبُ والمتَأَيِّبُ وهو من صُيَّابِة قومه وصُوَّابتهم أي : صميمهم وداهية دَهْيَاءٌ وَدَهْوَاءُ وأرض مَسْنُوّة وَمَسْنِيَّة وفلان مَرْضَوٌّ وَمَرْضِيٌّ ومَجْفُوٌّ وَمَجْفيٌّ قال الشاعر :
( مَا أَنَا بالْجَافي وَلاَ المَجْفِيَّ ... )
قالوا : بناه على جُفِيَ وقال الآخر :
( 593 أَنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وَعَادِيَا ... )
بناه على عُدِىَ عليه

واشتدَّ ( حَمْوَ الشَّمْسِ وحَمْيُهاَ ) وهو ( بِلْوُ سَفَرٍ وَبِلْىُ سفرٍ ) للذي قد بَلاَه السفر وهو ( العَبَيْثُرَان والعَبَوْثُرَان ) لضرب من النبت طيب الريح
قال أبو زيد : تثنية عرق النَّسَا نَسَياَن ونَسَوان وتثنية الرضا رِضَوَان ورِضَيَان والْحِمَى حِمَوَان وِحِمَيان , وَالرَّحا رَحَوَان وَرَحَياَن ونقا الرمل نَقَوَان ونَقَيَان وجمع صائم : صُوَّم وصُيَّم ونائم : نُوَّم ونُيَّم وخائف : خُوَّف وَخُيَّف
قال الفَرَّاء : من قاله بالواو فعلى أصله ومن قاله بالياء فعلى خائف ونائم بَنَوْا جمعه على واحده
وجمع مِيثرة : مَيَاثِر ومَوَاثِر والميثاق : مَوَاثق ومَيَاثق والأقَاوِمُ والأقاَيِمُ : القَوْمُ وجمع حائر : حُورَان وَحِيران .

باب ما يقال بالهمز والياء

( يَبْرِينَ وأَبْرِين ) الرَّمْلُ ( وبُسْرُوع وأُسْرُوع ) : دودة ( واليَرَقَان والأرَقَان ) 594 يقال : زَرْعٌ مَأْرُوق ومَيْرُوق ورمح يَزَنِيّ وَأَزَنِيّ منسوب إلى ذي يَزَن ورجل يَلَنْدَدُ وَأَلَنْدَد : الخصم ورجل يَلْمَعِيّ وَأَلْمَعِيّ : الذكي وَأَعصُر وَيَعْصُر وَالأرَنْدَجُ وَاليَرَنْدَجُ : الجلد الأسود وَيَلَمْلَمُ وَأَلَمْلَم : ميقات أهل اليمن في إحرامهم وَيَلَنْجُوج وَأَلَنْجُوج : العودُ الذي يُتَبَخَّر به وطيرٌ يَنَادِيدُ وَأَنَادِيدُ : متفرقة بمعنى أبابيل ( وَعَظاَءة وَعَظاَية ) ( وَعَباَءَة وَعَبَايَة ) ( وَصَلاَءَة وَصَلاَيَة )

باب ما يقال بالهمز وبالواو

( وِشاَحٌ وُشاَحٌ وَإشَاحٌ ) ( ووِعاَءٌ وإعاَءٌ ) ( وإكاَفٌ ووِكاَفٌ ) ( وَإسَادَة وَوِساَدة ) ( ووِقَاءٌ وَإقاَءٌ ) .

باب ما جاء فيه ثلاث لغات من بنات الثلاثة

( رأيته قَبَلاَ وَقِبَلاً وُقبُلاً ) أي : مُعاَيَنَةً ( وَخِرْصُ الرمح وَخَرْصُه وَخُرْصه ) ( وَقَطْبُ الرَّحاَ وَقِطْبُ وَقُطْبُ ) وهو ( العُمْرُ وَالعَمْرُ وَالعُمُرُ ) وكذلك ( العُصْر وَالعَصْر وَالعُصُر ) أي : الدهر وهو ( الوَلَدُ وَالوُلْدُ وَالوِلْدُ ) 595 وهو ( الرَّغْمُ وَالرِّغْمُ وَالرُّغْمُ ) وهو ( المَشْط وَالمِشْط وَالمُشْط ) ( وَسِقْط الرَّمْل وَسُقْط وَسَقْط ) أي : مُنْقَطِعُهُ وسقط المرأة والنار فيه اللغات الثلاث ( وَالفَتْك وَالفِتْك وَالفُتْك ) أن يَقْتُلَ الرجُلُ مجاهرة ( وَالدَّدَنُ وَالدَّدَا وَالدَّدُ ) : اللعبُ ( وَصَغْوُهُ معك وَصِغْوُه وَصَغَاهُ ) وشربت الماء ( شُرْباً وشِرْباً وشَرْباً ) وهذا ( فَمٌ وفُمٌ وفِمٌ ) وكان الأصمعي يروي :
( إ ذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وضَحِ الفَمِ ... )
وشنئته ( شَنْئاً وَشِنْئاً وَشُنْئاً ) ورجل ( قَزّ وَقِزّ وَقُزّ ) للمتقزز وهو

( الزَّعْمُ والزِّعْمُ والزُّعْمُ ) وهو ( الوَجْد والوِجْد والوُجْد ) من المَقْدُرَةِ ورجل ذو ( طَبٍّ وطِبٍّ وطُبٍّ ) أي : حِذْق وهو ( قَلْبُ النَّخْلة وقِلْبُهاَ وقُلبها ) والصم ( نَصْب ونُصُب ) مثل العَمْر والعُمْر والعُمُر . باب فعلَةٍ بثلاث لغات
( كلّمته بِحَضْرَةِ فلان وَحِضْرَة وحُضْرَة ) قال 596 الكسائي وكلهم يقولون ( بحَضَر فلان )
واليمين ( أَلْوَة وَإلْوَة وأُلْوَة ) ( ورَغْوَة اللبن ورِغْوَة وَرُغْوة ) ( وَصَفْوَة الشيء وَصَفْوَة وَصُفْوَةُ ) فإذا نزعوا الهاء قالوا ( صَفْو الشي ) ففتحوا لا غير
قال الأصمعي : أخذت ( صَفْوَةَ الشي وَصَفْوَهُ ) كما يقال للصدر بَرْك وَبِرْكة
أوطأته ( الْعَشْوَة والعِشْوَة والْعُشْوَة ) وهي ( الرَّبْوَة والرِّبوة والرُّبْوَة ) للمكان المرتفع وهي ( وَجْنَة ووِجْنَة ووُجْنَة ) ( وجَذْوة مِنَ النَّارِ وجِذْوة وجُذْوة ) ( وجَثْوَة وجِثْوَة وجُثْوَة ) وهي ( الغَشْوَة وَالغِشْوَة وَالغُشْوَة ) وفيه ( غَلْظَة وَغِلْظَة وَغُلْظَة ) والحرب ( خُدْعَة وخِدْعَة ) زاد يونس ( وَخَدْعَة )

باب فعال بثلاث لغات

هو ( الزَّجَاج وَالزَّجَاج وَالزُّجَاج ) وهو مقطوع ( النَّخَاع وَالنِّخَاع وَالنُّخَاع ) وهو الأبيض الذي في جوف الفَقار وهو ( قَصَاص الشعر وَقِصَاص وقُصَاص ) وهو ( الوِشاح والإشاح والوُشاح ) وفي طعامه ( زُوَان وزُؤان ) مهموز ( وَزِوان ) وهو ( جُمَام المَكوّك وَجِماَم وَجَماَمِ ) 597 ( وَصُوَان وصِوَانٌ وصَوَان ) عن أبي زيد : ( نحنُ منكم بَرَاء وبُرَاء وبِرَاءٌ ) .

باب فعالة بثلاث لغات

أتيته ( مَلاَوَةً من الدهر ومُلاَوة وَمِلاَوة ) وهي ( رَغَاوة اللبن ورُغايَة ورُغَاوة ) ( والْخَلاَلَة والخِلاَلَة وَالخُلاَلَة ) مصدر خَالَلْتُه سقط على ( حَلاَوَة الْقَفَا وحُلاوة القفا وحُلاَوَى القفا ) .

باب ما جاء فيه ثلاث لغات من حروف مختلفة الأبنية

هو ( بُرْقُع وبُرْقَع وبُرْقُوع ) والخوصة ( الأبْلَمَة والإبلِمة والأُبْلُمة ) ( وخَاتَم وخَيْتَام وخَاتاَم ) ( وسِماَ ) مقصور ( وسِيماء ) ممدود ( وسِيمِياَء ) بزيادة الياء وهي لغة لِثَقِيف بالمد قال أبو زيد : ( عَنَاقٌ تُحْلبُة وتِحْلِبة وتُحْلَبة ) التي تُحْلَب قبل أن تحمل

598 -

باب ما جاء فيه أربع لغات من بنات الثلاثة

( الْعَفْو والْعِفْو والْعُفْو والْعَفَا ) : ولَدُ الحمار وأنشد المفضل :
( وطَعْنٍ كَتَشْهاَق الْعَفَا هَمَّ بِالنَّهْقِ ... )
ويقال ( عَضْد وعَضُد وَعُضْدٌ وعُضَد ) ( وعَجْز وعُجْز وعَجُز وعُجُز ) ( ونِطْع ونَطْع ونَطَع ونِطَع )
( وشُغْل وشَغُل وشَغْل وشَغَل ) . ( ورَحِمٌ ورِحْم ورَحَم ورَحْم ) . ( واِسْم واُسْم وسِمٌ وسُمٌ ) . ( وحَماَ الْمَرْأَة وحَمُوهاَ ) مثل أبوها ( وحَمْؤُهاَ ) مهموز ( وحَمُهاَ ) بلا همز .

باب ما جاء فيه أربع لغات من حروف مختلفة الأبنية

( صَدَاق المَرْأة وصِدَاق وصُدْقَة وصَدُقَة ) ( وعُنْوَان الْكِتَاب وعِنْوَان وعُنْياَن وعُلْوَان )
وهو ( العُرْبَان والعُرْبُون والأرْبَان والأُرْبُون )
وأغنيت

عنك ( مَغْنَى فلانٍ وَمُغْناَه وَمَغْنَاتَهُ وَمُغْنَاتَه ) وكذلك أجزأتُكَ ( مَجْزَأَ فلانٍ وَمُجْزَأَة ومَجْزَأَته ومُجْزَأَتَه ) ( والمَوْت والمُوتَانُ والمَوَتَانُ والمُوَات ) وهي ( الإصْبَع والأَصْبَع والأُصْبَع والأُصْبَعُ ) قال الأصمعي : الأضحيّة فيها أربع لغات : ( أُضْحِيّة وإضْحِيّة ) وجمعها أضَاحِيُّ ( وضَحِيّة ) وجمعها ضَحَايا ( وأضْحَاة ) وجمعها أضْحَى كما يقال أرْطاَة وأرْطَى قال : وبه سمى يوم الأضْحَى وجاء في الحديث ( إنّ على كلّ امرىءٍ في كل عامْ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً ) وفلان ( نَجِىءُ العين ) على فَعيل ( ونَجُوءُ العين ) على فَعول ( ونَجِىءُ العين ) على فَعِل ( ونَجُؤُ العين ) على فَعُل إذا كان شديد العين يقال : قد نَجَأْتُه بعيني ( ورُدّوا نَجْأَة السائل بشيء ) وأسمحَتْ ( قَرُونُه وقَرِينُه وقَرونَتُه ) أي : تبعته نَفْسُه .

باب ما جاء فيه خمس لغات من حروف مختلفة الأبنية

( الشَّمَال والشَّمْأَل والشَّأْمل والشَّمْل والشَّمَل ) ( وأُفُرَّة الْحَرّ وأَفُرّة 600 وفُرَّة وعُفُرَّة وَعَفُرّة ) وهي شدة الحر ويقال : أوله وطَالَ ( طِوَلُكَ وطِيَلُكَ وطُولُك وطِيلُكَ وطَوَلُكَ ) .

باب ما جاء فيه ست لغات

( فُسْطَاط وفِسْطَاط وفُسْتَاط وفِسْتَاط وفُسّاط وفِسّاط ) ( ورَغْوَة

ورَغْوَة ورُغْوَة ورُغَاوَة ورِغَاوة ورُغَاية ) ويقال : ( أَرُزّ ) ( وأُرُزٌّ ) ( أُرْزٌ ) مثل كُتْب ( وأُرُزٌ ) مثل كُتُب ( ورُزّ ) ( ورُنْرٌ ) وهو العبد ( زَنْمة وزُنْمة وزَنَمة وزَلْمَة وزُلْمَة وزَلَمَة ) .

باب معاني أبنية الأسماء

كلُّ اسمٍ على فَعَلان فمعناه الحركَةُ والإضطراب نحو ( ضَرَباَن ) ( ونَزَوَان ) ( وغَلَيَان ) ( وجَوَلاَن ) ( وطَيَرَان ) ( ولَهَبَان النار ) ( وقَفَزَان ) ( ونَقَزَان ) ( ونَفَزَان ) ( وخَطَرَان ) ( ولَمَعاَن ) ( ووَهَجَان النار ) ( ودَوَرَان ) ( وطَوَفَان ) وأشباه ذلك كثيرة
وقد شذ منه شيء فقالوا ( الْمَيْلان ) ( ومَوَتَان الأرض ) 601 وليس هما من الحركة في شيء
قال : وهذا البناء لا يجىء فعلُه يتعدَّى الفاعلَ إلا أن يشذ شيء قالوا : شَنِئْتُهُ شَنَآناً
قال : ( وفَعْلاَنُ ) كثيراً ما يأتي في الجوع والعَطَشِ وما قاربهما قالوا : ( ظَمْآنُ ) ( وعَطْشاَنُ ) ( وصَدْيَان ) ( وهَيْماَن ) بمعنى عطشان
وقالوا : ( جَوْعان ) ( وغَرْثَان ) ( وعلْهَان ) وهو الشديد الْغَرْثِ والحِرْصِ على الطَّعَام ورجل ( شَهْوَان للطعام ) ( وعَيْماَن إلى اللبن )
وقالوا : ( قَرِمٌ إلى اللحم ) فأخْرَجوه من هذه البِنْيَة وجعلوه بمنزلة الداء كما قالوا : دَوٍ وَوَجِع
قال : ومما قارب هذا المعنى فَبَنوْهُ بناءهُ ( لَهْفَان ) ( وحَرَّان ) ( وثَكْلاَن ) ( وغَضْبَان ) ( وغَيْرَان ) ( وخَزْيَان )

وقال : ومما ضادَّ هذا المعنى فَبَنَوْهُ بناءه ( شَبْعاَن ) ( ورَيَّان ) ( ومَلآْن ) ( وسَكْرَان )
قال سيبويه : ( وحَيْرَان ) في معنى سَكْرَان لأن كليهما مُرْتَجٌ عليه
قال : ( وفَعِلٌ ) يأتي في الأدواء وما قارب معناها يقال : رجل ( وَجِعٌ ) ( ودَوٍ ) 602 ( وحَبِطٌ ) ( وحَبِج ) ( ولَوٍ ) ( ووَجِ ) وَعَمِيَ قلبه فهو ( عَمٍ ) جُعِلَ العَمَى في القلب بمنزلة الأدواء
وكذلك ( وَجِل ) وأشباهه - مما يكون من الذُّعْرِ والخوف - شُبِّهُ به لأنه داء أصاب قلبه نحو ( فَرِق ) ( ووَجِل ) ( وفَزِع ) وقالوا : ( جَرِب ) ( وشَعِث ) ( وحَمِقٌ ) ( وقَعِس ) ( وكَدِر ) ( وخَشِن )
وقالوا : ( سَهِك ) ( ولَخِن ) ( ولَكِد ) ( ولَكِن ) ( وقَنِمٌ ) ( وحَسِك ) كل هذا للشيء يتغير من الوَسَخِ ويسودُّ جعلوه كالداء لأنه عيب
وشبيه بذلك ما تَعَقَّد ولم يسهل نحو : ( عَسِر ) ( وشِكِس ) ( ولَقِس ) ( وضَبِس ) ( ولِحِن ) ( ولَحِز ) ( ونَكِد ) ( ولَحِج ) لأن هذه أشياء مكروهة فجعلت كالأدواء
وقد يدخل فَعِيلٌ على فَعِل في بعض هذا الباب قالوا : ( سَقِيم ) ( ومَرِيض ) ( وحَزِين )
ويدخل أفْعَلُ عليه قالوا : ( شَعِثٌ ) ( وأشْعَثُ ) ( وجَرِب ) ( أجْرَبُ ) ( وحَمِقٌ ) ( وأحْمَق ) ( وقَعِسٌ ) ( وأقْعَسُ )
وجاءت أشياء مضادة لما ذكرنا فبنَوْهاَ على فَعِل قالوا : ( أشِرٌ ) ( وبَطِرٌ ) ( وفِرِحٌ ) ( وبَهِج ) ( وجَذِل ) ( وسَكِر )

وأدخل فَعِيلٌ على فَعِل كما أدخل في الباب الأول فقالوا 603 : ( نَشِيط )
وقد يأتي فَعِلٌ أيضاً فيما كان معناه الْهَيْج قالُوا : ( أرِيجٌ ) يريدون تحرُّكَ الريح وسُطَوعها ورجل ( حَمِسٌ ) إذا هاجَ به الغضب ( وقَلِق ) ( ونَزِق ) لأنه خفة وتحرك ( وغَلِقٌ ) لأنه طَيْشٌ وخِفَّة ( وسَلِسٌ ) لأنه ضدٌّ لعَسِر ( ولَحِج ) فبنى بناءه
ويقال في هذا كله فَعِلَ يَفْعَلُ

باب الصفات بالألوان

تأتي على أَفْعَلَ نحو : ( آدمُ ) ( وأعْيَسُ ) ( وأصْهَبُ ) ( وأَكْهَبُ ) ( وأفْهَبُ ) ( وأشْهَبُ ) ( وأصْدَأُ ) ( وأسْوَدُ ) ( وأَحْمَرُ ) ( وأَصْفَر ) ( وأخْضَر ) ( وأَبْقع ) ( وأَبْلَق ) هذا الأكثر
وقد جاء منها شيء على غير ذلك قالوا ( جَوْن ) ( ووَرْدٌ ) ( وخَصِيف )
ولأفعال تأتي على فَعُلَ نحو : ( صَهُبَ ) ( وأدُم ) ( وكَهُبَ ) . وعلى فَعِل نحو : ( صَدِىء ) وعلى افْعَالَّ نحو : ( احْمَارَّ ) ( واصْفَارَّ ) وعلى افْعَلَّ أيضاً نحو : ( احْمَرّ ) ( واصْفَرَّ ) ( واخْضَرَّ ) .

باب الصفات بالعيوب والأدواء

قد تاتي على أَفْعَلَ نحو ( أَزْرَق ) ( وأَحْمَر ) ( وأَعْوَر ) ( وأَشْتَر ) ( وآدَرَ ) ( وأصْلَع ) 604 ( وأَقْطَع ) ( وأجْذَم ) وهو المقطوع اليد ( وأحْبَن ) ( وأشَلَّ ) ( وأُثْوَل ) ( وأهْوَج ) ( وأَشْيَبَ ) ( وأشْمَط ) ( وأرْسَح ) ( وأوْقَص ) ( وأَمْيَل ) ( وأصْيَد )
وقد يَبْنَونَ ضدَّ الاسم من هذه الأسماء على بِنْيَتِهِ فيقولون ( أسْتَهُ )

يقولون ( أرْسَح ) ويقولون : ( أفْرَع ) للوافر الشعر كما يقولون ( أصْلَع ) ويقولون : فرس ( أَحْرَم ) كما يقولون ( أَهْضَم ) ويقولون ( آذُنُ ) كما يقولون ( أسَكُّ ) ويقولون للغليظ الرقبة : ( أرْقَب ) ( وأغْلَبُ ) كما قالوا ( أَوْقَص ) وقالوا ( أَزَبّ ) ( وأشْعَر ) كما قالوا ( أجْرَد )
والأفعال تأتي في هذا الباب من العيوب على فَعِل نحو : ( عَوِرَ ) ( شَتِرَ ) ( وصِلِع ) ( وقَطِع ) ( وأدِر ) ( وحَبِنَ ) ( وهَوِجَ )
وشَذَّ منه شيء فقالوا : ( مَالَ ) في الأمْيَلِ والقياس ( مَيِل ) وقالوا في الأشيب ( شَابَ ) شَبَّهوه بشاخ والقياس ( شَيِبَ ) مثل صَيِدَ يَصْيَدُ وشَمِطَ يَشْمُطَ
قالوا : والأدواء إذا كانت على فعال أتَتْ بضم الفاء مثل ( الْقُلاَب ) 605 ( والْخُمَال ) ( والنُّحَاز ) ( والدُّكَاع ) ( والسُّهاَم ) ( والسُّكَات ) ( والصُّفاَر ) ( والصُّدَاع ) ( والْكُبَاد ) ( والْبُوَال ) ( والدُّوَار ) ( والْخُماَر ) لأنه داء ( والْعُطَاش ) ( والهُيَام ) يقال : عَطِش عَطَشاً وإذا كان العطش يعتريه كثيراً قالوا ( به عُطَاشٌ ) وتقول : قاء يقىء قَيْئاً فإذا كان القىء يعتريه كثيراً قالوا : ( به قُيَاء ) وتقول : فلان يقوم قياماً كثيراً إذا أرَدْتَ أنه يختلف إلى المتوضَّأَ فإن أردت اسم ما به قلت ( به قُوَام )
هذا كله وأشباهه بضم الفاء من فعال إلا حرفاً واحداً كان أبو عمرو الشيباني يفتح أوله وتابعه على ذلك عُمارة وهو ( السُّوَاف ) داء من أدواء الإبل وكان الأصمعيّ يضم أوله ويُلْحِقه بأمثاله من الأدواء

وقد تأتي الأدواء على غير فُعاَلٍ قالوا : ( الْحَبْطُ ) ( والْغُدَّة ) ( والْحَبَجُ )
قالوا : والأصوات كلها إذا كانت على فعال أتت بضم الفاء نحو : ( الرُّغَاء ) ( والدُّعَاء ) ( والْبُكَاء ) ( والْحُدّاء ) ( والصُّرَاخ ) ( والنُّبَاح ) ( والْهُتَاف ) قال : ( والصُّيَاح ) يضم أوله ويكسر وكذلك ( النِدَّاء ) بضم أوله ويكسر
606 - قال الفراء : ومن كسرهما جعلهما مصدراً لفَاعَلْتُ إلا ( الغِنَاء ) فإنه جاء مكسور الأول لا يضم ( والغَوَاث والغُوَاث ) من الإستغاثة يضم أوله ويفتح
قال : وأكثر الأصوات يأتي على فَعِيلٍ نحو : ( الْهَدِير ) ( والْهَرِير ) ( والضَّجِيج ) ( والنَّهِيق ) ( والشَّحِيج ) ( والسَّحِيل ) ( والصَّهِيل ) ( والْقِليخ ) ( والنَّبِيح ) ( والضَّغِيب )
وقد أدخلوا فُعَالاً على فَعِيل في أكثر الأصوات فقالوا ( النُّهَاق والنهِيق ) ( والشُّحَاج والشَّحِيج ) ( والنُّبَاح والنَّبِيح ) ( والضُّغَاب والضَّغِيب ) ( والسُّحَال والسَّحِيل )
قال : وفُعال يأتي كثيراً فيما يُرْفَض ويُنْبَذُ نحو ( رُفات ) ( وحُطَام ) ( وجُذَاذ ) ( وفُضَاض ) ( وفُتَات ) ( ورُذَال )
قال : وفُعاَلَة تأتي كثيراً في فَضْلة الشيء وفيما يَسْقُط منه ( فالنُّخَالة ) اسم ما وقع عن النَّخْل ( النُّحَاتة ) اسم ما وقع عن النَّحْتِ ( والْقُوَارة ) اسم ما وقع عن التقوير ( وقُلاَمة الظفرِ ) اسم ما وقع عن التقليم ( والسُّحاَلة ) اسم ما وقع عن السَّحْل ( والْخُلاَلَة ) اسم ما وقع عن التخلل 607 من الفم ( والْكُسَاحَة ) اسم ما نبذ عن الكَسْح

وكذلك ( الْقُمَامَة ) اسم ما وقع عن القَمِّ وهو الكَسْح ( والْفُضَالَةُ ) اسم ما بقى بعد الأخذ ( والنُّفَاية ) اسم ما بقى بعد الإختيار
قال : وبَنَوُا ( النُّقَاوَة مِنَ الشَّيْءِ ) بناء النُّفَاية إذْ كَانَ ضِدَّه لأنهم كثيراً ما يبنون الشيء على بناء ضده
قال : وفِعَالة تأتي كثيراً في الصناعات والولايات ( كالْقِصَارَة ) ( والنِّجَارَة ) ( والْخِيَاطَة ) ( والْوِكَالَة ) ( والْوِصَايَة ) ( والْجِرَايَة ) ( والْخِلاَفَة ) ( والإمَارَة ) ( والنِّكَابَة ) وهي العرافة ( والسِّعَايَة ) : ولاية الصدقات ( والإباَلَة ) حُسْنُ القيام على الإبلِ ( والسِّيَاسَة )
قال : وَالصِّناعَة إنما هي بمنزلة الولاية للشيء والقيام به فلذلك جمع بينهما في البناء
قال : وقد جاء فِعَال في أشياء تَقَارَبَتْ معانيها فجيء بها 608 على مثال واحد وهو ( الْفِرَار ) ( والشِّرَاد ) ( والنِّفَار ) ( والشِّمَاس ) ( والطِّمَاح ) ( والضِّرَاح ) مشبه بذلك والضَّرْحُ : الرَّمْحُ ضَرَحَ أي رَمَحَ لأنه إذا ضرح بَاعَدَكَ ( والشِّبَاب ) مُشَبه بالشِّمَاس ( والْخِرَاط ) مشبه بالشِّرَاد ( والْعِضَاض ) مشبه بالضِّرَاح
وقالوا : ( الْحِرَان ) في الخيل ( والْخِلاَء ) في النُّوقِ فجاءوا بهما على هذا المثال لأنهما فَرْقٌ وَتَبَاعدٌ من شيء يُهَابُ ولأنهما في العيوب بمنزلة ما تقدم

قال : وقد يأتي فِعال في الْوُسُوم نحو ( الْعِلاَط ) ( وَالْخِبَاط ) ( والْعِرَاض ) ( والْجِنَابُ ) ( والْكِشَاح ) وهذه اسماء آثار الوسوم
والمصدر منها يأتي على فَعْل نحو : خبطته ( خَبْطاً ) وكشحته ( كَشْحاً )
قال : وقد يأتي فِعال في الْهِيَاج نحو : ( النِّزَاع ) لأنه يهيّج فيذكر ( والْهبَابُ ) ( والصِّرَاف ) في الشاء والكلاب
قال : وقَدْ تأتي فِعال في أشياء بلغت الغاية نحو ( الصِّرَام ) 609 ( والْجِزَاز ) ( والْجِدَاد ) ( والْحِصَاد ) ( والْقِطَاع ) ( والْقِطَاف ) وقد جاءت هذه كلها على فَعال - بالفتح - والمصدر يأتي على فَعْل
قال : والأسماء التي بنيت على فَعِيلٍ تجيء وأضْدَادُها على بناء واحد وما أقَلَّ ما تختلف قالوا : كثير وقليل وكبير وصغير وثقيل وخفيف وبطىء وَسريع وَشريف ووضيع وقَويّ وضَعِيف وكريم ولئيم وعزيز وذليل وَغنيّ وفقير وسعيد وشقيّ وَقبيح ومَلِيح ووَسِيم ودَميم وغَوِيّ ورشيد وقديم وحديث وطويل وقصير وسَخيّ وشحيح وغليظ ودقيق وثخين ورقيق وحَليم وَسفيه ودنيء ورفيع وَبطين وخميص
وقالوا : جميل وسَمْج وسَمِيج
وقالوا : عظيم ولم يأت له ضِدٌّ استغنوا بضد مثله عن ضده وهو كبير وَضده صغير
وقالوا : سمين وَلم يأتِ له ضد على بنائه فأما قولهم ( هَزِيلٌ ) فإنما هو فعيل بمعنى مفعول
وقالوا : شَدِيد ولم يأتي له ضد استغنى بضد مثله عن ضده مثل قويٍّ وَضعيف

وقد جاءت أشياء على غير هذا البناء قالوا 610 ( حَسَن ) ولم يقولون حَسِين كما قالوا جَمِيل وقالوا ( جَرِىء ) ( وَشَجِيع ) ولم يقولوا جَبِين من الجبان وقالوا ( عظيم ) ولم يقولوا ( ضخيم ) وقالوا ( كَمِيش ) فاستغنوا بضد مثله عن ضده مثل سَريع وبَطىء وقالوا : ( لِبِيب ) ولا ضدّ له استغنى بضد مثله عن ضِدِّه وهو عاقل وجاهل
وقالوا : ( شَحِيح ) ( وَضَنِين ) ( وَبَخِيل ) ولم يأت في ضد ذلك إلا ( سَخِيّ ) على هذا البناء
قال : وَليس اسْمٌ من هذه الأفعال التي لحقتها الزوائد يكون أبداً إلا صفة إلا ماكان من ( مُفْعَل ) فإنه جاء اسماً في ( مُخْدعَ ) ونحوه .

باب شواذ البناء

قال سيبَويهِ : ليس في الأسماء ولا في الصفات ( فُعِلٌ ) وَلا تكون هذه البنية إلا للفعل
قال أبو محمد : قال لي أبو حاتم السجستاني : سمعت الأخفش يقول : قد جاء على ( فُعِلٍ ) حرفٌ وَاحد وَهو ( الدُّئِلُ ) وَقال : هي دُوَيْبَّة صغيرة تشبه ابن عُرْسٍ قال 611 : وَأنشدني الأخفش :

( جَاؤُوا بِجَمْعٍ لَوْ قِيسَ مُعْرَسُهُ ... ماَ كَانَ إلاَّ كَمْعْرَسِ الدُّئِل )
قال : وبها سميت قبيلة أبي الأسْوَدِ الدُّؤلي وهي من كِنَانة إلا أنك إذا نسبت إلى الدُّئِل قلت : ( الدُّؤَلِيّ ) ففتحت استثقالا لكسرتين بعد ضمة وياءى النسب قال : ولذلك تنسب إلى إبِلٍ فتقول : ( إبَلِيّ ) ويستثقلون تتابع الكسرات وياءى النسب
وقال سيبويه : ليس في الكلام ( فِعِل ) إلا حرفان في الأسماء ( إبِل ) ( وحِبِر ) وهو القَلَح في الأسنان وحَرْفٌ في الصفة قالوا : امرأة ( بِلِز ) وهي الضَّخْمَة قال أبو محمد وقد جاء حرف آخر وهو ( أطِل ) وهو الخاصرة
612 - وقال سيبويه : ليس في الكلام ( فِعَل ) وصف إلا حرف من المعتل يوصف به الجميع وذلك قَوْلُكَ ( قَوْم عِدًى ) وهو مما جاء على غير واحده وقال غيره : وقد جاء ( مَكَانٌ سِوًى ) ( وزِيَمٌ ) وأنشد :

( بَاتَتْ ثَلاَثَ لَيَالٍ ثُمِّ وَاحِدَةً ... بِذِي الْمَجَازِ تُرَاعِي مُنْزِلاً زِيَمَا )
وقال سيبويه : لا نعلم في الكلام ( أَفْعِلاَء ) إلا ( الأَرْبِعَاء )
قال أبو محمد : قال لي أبو حاتم : قال أبو زيد : وقد جاء ( الأرْمِدَاء ) وهو الرماد العظيم وأنشد :
( لَمْ يُبْقِ هذَا الدَّهْرُ مِنْ آيَائِهِ ... غَيْرَ أَثَافِيهِ وَأرْمِدَائِهِ )
جَمَعَ آياً على آياء وهو أفعال
وقال سيبويه : وليس في الكلام 613 ( يُفْعُول ) فأما قولهم : ( يُسْرُوع ) أنهم ضموا الياء لضمة الراء كما قالوا : ( الأسْوَد بن يُعْفُر ) فضموا الياء لضمة الفاء ويقوىّ هذا أنه ليس في الكلام يُفْعُل
وقال سيبويه : وليس في الكلام ( مِفْعَل ) إلا ( مِنْخِر ) فأما ( مِنْتِن ) ( ومِغِيرَة ) فإنهما من أغار وأنتن ولكنهم كسروا كسروا كما قالوا : ( أجُؤُك ) ( ولإِمّك )
وقال سيبويه : وليس في الكلام ( مَفْعُل )
وقال الكسائي : قد جاء حرفان نادران لا يقاس عليهما وهو قول الشاعر :

( لِيَوْمٍ رَوْعٍ أوْ فَعَالِ مَكْرُمِ ... )
وقال جميل :
( بُثَيْنَ الْزَمِي ( لا ) إنَّ ( لا ) إنْ لَزِمْتِهِ ... عَلَى كَثْرَةِ الْوَاشِينَ أيُّ مَعُونِ )
قال الفراء : ( مَكْرُم ) جمع مَكْرُمَة ( ومَعُون ) جمع مَعُونة
وقال سيبويه : وقد جاء ( مُفْعُول ) وهو قليل غريب جعلوا الميم بمنزلة الهمزة فقالوا مُفْعُول كما قالوا أُفْعُول وكما قالوا مِفْعَال لما قالوا إفْعَال 614 ومِفْعِيل لما قالوا إفْعِيل وقالوا : ( مُعْلُوق ) للمعلاق وزاد غيره : ( ومُغْرُود ) لضرب من الكَمْأَة ( ومُغْفُور ) لواحد المَغَافير ويقال : ( مُغْثُور ) أيضاً ( ومُنْخُور ) لِلْمِنْخِر وقالوا : شبّه بِفُعْلُول

وقال أيضاً غيره : وليس يأتي ( مَفْعُول ) من ذوات الثلاثة - وهي من بنات الواو - بالتمام وإنما يأتي بالنقص مثل ( مَقُول ) ( ومَخُوف ) إلا حرفان قالوا : مِسْك ( مَدْوُوفٌ ) وثَوْبٌ ( مَصْوُون )
فأما ذوات الياء فتأتي بالنقص والنمام ويقال : بُرّ ( مَكِيل ) ( ومَكْيُول ) وثوبٌ ( مَخِيط ) ( ومَخْيُوطٌ ) ورجل ( مَعِين ) ( ومَعْيُون )
وقال سيبويه : ولم يأت على ( فُعُّول ) اسمٌ ولا صفةٌ
وقال غيره : قد جاء ( سُبُّوح ) ( وَقُدُّوس ) ( وَذُرُّوح ) لواحد الذَّرَاريح
وحكى سيبويه : ( قُدُّوس ) ( وَسَبُّوح ) بالفتح وكان يقول في واحد الذراريح ( ذُرَحْرَح )
وقال سيبويه : وليس في الكلام ( فَعْلُول ) - بفتح الفاء وتسكين العين - وإنما يجىء على ( فُعْلُول ) نحو ( هُذْلُول ) ( وَزُنْبُور ) ( وَعُصْفُور ) وفي الصفة ( حُلْكوك ) 615 أو على ( فَعَلول ) بفتح العين - نحو ( بَلَصُوص ) ( وبَعَكُوك )
وقال غيره : قد جاء ( فَعْلول ) في حرف واحد نادر قالوا ( بنوا صَعْفُوق ) لِخَوَل باليمامة قال العجاج :
( مِنْ آلِ صَعْفُوقٍ وَأَتْبَاعٍ أُخَرْ ... )

وقال سيبويه : لم يأت ( فُعِّيلٌ ) في الكلام إلا قليلا قالوا : ( مُرِّيق ) وَكَوْكَبٌ ( دُرِّيٌّ )
وأما الفرّاء فزعم أنَّ الدُّرِّيَّ منسوب إلى الدُّرِّ ولم يجعله على فُعِّيل
وقال سيبويه : لا نعلم ( فَعْلاَلاً ) في الكلام إلا المضعّف نحو ( الْجَرْجاَر ) ( والدَّهْدَاه ) ( وَالصَّلْصَال ) ( وَالْحَقْحَاق )
وقال الفرّاء : ليس في الكلام ( فَعْلاَل ) - بفتح الفاء - من غير ذوات التضعيف إلا حرف واحد يقال : ناقة بها ( خَزْعَالٌ ) أي : ظَلَعٌ
قال : فأما ذوات التضعيف ف ( الْقَلْقَال ) ( والزَّلْزَال ) وما أشبه ذلك وهو مفتوحٌ اسم فإذا كسرته فهو مصدر وتقول : ( قَلْقَلْتُه قِلْقاَلا ) ( وَزَلْزَلْتُهُ 616 زِلْزَالاً )
قال سيبويه : ( وَقِعْلاَل ) من غير المضاعف ( حِمْلاق ) ( وَقِنْطَار ) ( وَشِمْلاَل ) والصفة ( سِرْدَاحِ ) ( وَهِلْبَاج )
قال سيبويه : وقد جاء ( فَعَلاَء ) بفتح العين - في الأسماء دون الصفات قالوا : ( قَرَمَاء ) ( وَجَنَفَاء ) وهما مكانان وأنشد :
( عَلَى قَرَماَءَ عَالِيَةً شَوَاهُ ... كَأَنَّ بَيَاضَ غُرَّتِهِ خِمَارُ )

وأنشد أيضاً :
( رَحَلْتُ إلَيْكَ مِنْ جَنَفَاءَ حَتَّى ... أَنَحَتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بِالمَطَالِى )
وقال غير سيبويه : وقد جاء ( فَعَلاَء ) في حرف واحد وهو صفة قالوا للأمَةِ : ( ثَأْدَاء ) بتسكين الهمزة ( وثَأْدَاء ) بفتحها وأنشد للكميت :
( وَماَ كُنَّا بَنِي ثَأْدَاءَ لَمَّا ... شَفَيْناَ بِالأسِنَّةِ كُلَّ وَتْرِ وِتْرِ )
ويروى ( قَضَيْناَ )
وقال سيبويه : ولا يكون في الكلام ( فُعَلاَء ) إلا وآخره علامَةُ التأنيث

نحو ( نُفَسَاء ) وناقة ( عُشَرَاء ) وهو يتنفَّسُ ( الصُّعَدَاء ) ( والرُّحَضَاء ) : الْحُمَّى تأخذ بعَرَق ( والْقُوَبَاء )
وقال غيره : مَنْ 617 قال ( قُوَبَاء ) ففتح الواو وجعلها مؤنثة لا تنصرف فجعلها قُوَب ومن قال ( قُوبَاء ) فسكَّن الواو فهي حينئذ مذكر ينصرف
وقال أيضاً : وليس في الكلام ( فُعْلاَء ) مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة إلا ( قُوباء ) ( وخُشّاء ) وهو العظم الناتىء خَلْفَ الأذن وقال بعضهم : الأصل قُوَبَاءُ وَخُشَشَاء فسكنوا
وكل حرف جاء على ( فُعَلاَء ) فهو ممدود إلا أحرفاً جاءت نادرة وهي ( الارَبَى ) وهي الداهية ( وشُعَبَى ) وهو اسم موضع ( وأُدَمَى ) أيضاً اسم بلد
وقال سيبويه : وليس في الكلام ( فُعْلَى ) والألف لغير التأنيث لا نعلمه جاء ( فُعْلَى ) والألف لغير التأنيث إلا أنهم قالوا : ( بُهْمَاة ) فألحقوا الهاء كما قالوا : ( امْرَأَة سِعْلاَة ) ( ورَجُل عِزْهَاةٌ )
618 - وَقال عبد الله بن قتيبة : قال لي أبو حاتم عن الأخفش أوْ غيره قال : لايكون ( فِعْلَى ) صفة قال : وَأما قولهم ( قِسْمَةٌ ضِيزَى ) فإنها فُعْلى - بالضم - فكسرت الضاد لمكان الياء
وَقال : ليس في الكلام ( فُعْلَى ) إلا بالألف وَاللام أوْ بالإضافة نحو ( الصُّغْرَى ) ( وَالكُبْرَى ) وَلا تقل ( هَذِهِ امْرَأَة صُغْرَى ) كما لا تقول : ( هَذَا رَجُل أَصْغَر ) حتى تقول ( أَصْغَر مِنْك ) وَتقول ( هَذِهِ الصُّغْرَى ) ( وَهَذَا الأصْغَر )

وقال سيبويه وغيره : ليس في الكلام من ذوات الأربعة ( مَفْعِل ) - بكسر العين - وإنما جاء بالفتح نحو : مَرْمىً وَمَدْعًى وَمَغْزًى
وقال الفرّاء : وقد جاء على ذلك حرفان نادران سمعتهما بالكسر وهما ( ماَقِي الْعَيْن ) ( ومَأوِى الإبِلِ ) وسائرُ الكلام بالفتح
وقال الأصمعي : ليس في كلام 619 العرب ( فِعْلَل ) بكسر الفاء وفتح اللام إلا حرفان ( دِرْهَم ) ( وهِجْرَع ) وهو الطويل المُفْرِطُ في الطول
وقال سيبويه : ( وقِلْعَمٌ ) وهو اسم ( وهِبْلَعٌ ) وهو صفة وأنشد غيره :
( فَشَحَا جَحَافِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعُ ... )
قال أبو عبيدة : ولم يأت ( مُفَيْعِلٌ ) في غير التصغير إلا في حرفين : ( مُسَيْطِر ) ( ومُبَيْطِر ) وزاد غيره ( مُهَيْمِن )
وقال غير واحد : قالوا : لم يأت ( فِعَلَةٌ ) في الواحد إلا قليلا قالوا ( التَّوَلَة ) لضرب من السحر وهذ سَبْىٌ ( طِيَبَة ) وتقول : إياك ( والطِّيَرَةَ ) ومحمدٌ ( خِيَرَةُ الله مِنْ خَلْقِهِ ) وهو في الجمع كثير نحو :

وكِوَزَة وعَوْدٍ وَعِوَدَة وهِرٍّ وهِرَرَة قالوا : جمع هِرَّة هِرَرٌ وجمع هِرّ هِرَرَة وكذلك عَوْدٌ وَعِوَدَةٌ وناقة عَوْدَة وعِوَدٌ
قال سيبويه : وأَفْعِلٌ في الكلام قليل 620 قالوا : أَصْبِع
وقال أيضاً : ولم يأت على أُفْعُلٍ إلا قليل في الأسماء قالوا : أُبْلُمٌ وأُصْبُعٌ ولم يأت وصفاً
وقال أيضاً : ولم يأت على أَفْعَالّ إلا حرف واحد قالوا : أَسْحَارٌّ لضرب من الشجر
قال : وإفْعِلاَن قليل في الكلام لا نعلمه جاء إلا ( إسْحِمَان ) وهو جبل ( وإمْدَّان ) ( وإرْبِيَان ) وفي الصفة ( ليلةٌ إضْحِيَان )
قال : ولم يأت على أَفْعَلاَن إلا حرفان : يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ وعَجِينٌ أَنْبَجَان
قال : ولم يأت على أَفْعُلاَء إلا حرف واحد قالوا : الأرْبُعَاء وهو اسم عمود من عُمُدِ الأخْبِيَةِ
قال : وكذلك أَفْعِلاَء لم يأت إلا في الجمع نحو ( أَصْدِقَاء ) ( وأَنْصِبَاء )

حرف واحد لا يعرف غيره وهو ( يَوْمُ الأرْبِعَاء )
قال : ولم يأت على أَفْعَلى إلا حرف واحد قالوا : هو يدعو الأجْفَلى ويقال أيضاً : الْجَفَلَى
قال : وفاَعَالٌ قليل في الأسماء 621 ولا نعلمه جاء صفة نحو ( سَابَاط ) ( وخَاتَام ) ( ودَانَاقٍ ) للخاتم والدانق
قال : ولم يأت على فُعَالِيلٍ إلا حرف واحد قالوا : ماَءٌ سُخَاخِينٌ
قال : ولم يأت على أفَنْعلٍ إلا حرفان قالوا : أَلَنْجَجٌ وأَلَنْدَدٌ من أَلَدّ
قال : ولم يأت على فُعْيَلٍ إلا حرف واحد قالوا : عُلْيَبٌ اسم وَادٍ
قال : ولم يأت على فُعُلاَنٍ إلا قليل قالوا : السُّلُطَانُ
قال : ولم يأت على فَعُلاَنِ إلا حرف واحد قال :
( ألاَ ياَ دِياَرَ الْحَيِّ بالسَّبُعَانِ ... )
قال : ولم يأتي على فِعَلاَءَ إِلا قليل قالوا : السِّيَرَاءُ والْخِيَلاَءُ
قال : وفَوْعَالٌ قليل قالوا : التَّوْرَاب للتراب

قال : ولم يأت على فَاعُولاَء إِلا حرف واحد قالوا : عَاشُورَاءُ وهو اسم
وقال : وفِعْلِنٌ في الكلام قليل 622 لا نعلمه جاء إلا ( فِرْسِنٌ ) ( وجِعْثِنٌ )
قال : وتُفَعِّلٌ قليل قالوا ( تُبَشِّرُ ) وهو طائر وزاد غيره ( تُنَوِّطُ ويقال ( تَنَوُّط ) أيضاً
قال : ولم يأت على فَيْعِل في الكلام إلا في المعتل نحو ( سَيِّدٍ ) ( ومَيِّتٍ ) غير حرف واحد جاءَ نادراً قال رُؤْبَةُ :
( ماَ باَلُ عَيْنِي كَالشَّعِيبِ العَيِّنِ ... )
فجاءَ به على فَيْعَلٍ وهذا في المعتل شاذ

قال : وكان بعض النحويين يزعم أن سَيِّداً وميّتاً وأشباههما فَيْعَلٌ غُيِّرَت حركته كما قالوا : بِصْرِيُّ وَدَهْرِيّ فكذلك غيروا حركة فَيْعَلٍ
وقال الفَرَّاءُ : هو فَيْعَلٌ واحتج بأنه لا يعرف في الكلام فَيْعِل إنما جاءَ فَيْعَلٌ مثل صَيْرَف وَخَيْفَق وَضَيْغَمٍ
وقال البصريون : هو فَيْعِلٌ 623 واحتجوا بأنه قد يُبنى للمعتل بناءٌ لا يكون للصحيح قالوا : قُضَاة وَغُزَاة وَرُمَاة فجمعوهُ على فُعَلَة ولا يجمعون غير المعتل على ذلك فالمعتل جنسٌ على حِيَاله والسالم جنس على حياله
قالوا : ( وَفُعْلَيْلٌ ) قليل في الكلام قالوا : ( غُرْنَيْقُ ) لضرب من طير الماء قال : وهو صفة .

باب شواذ التصريف

قال الفرّاء وغيره : العربُ إذا ضمت حرفاً إلى حرف فربما أجْرَوْهُ على بِنْيَتِه ولو أفْرِدَ لتركوه على جهته الأولى من ذلك قولهم : ( إنِّي لآتيهِ بالْعَشاَياَ والغَدَايَا ) فجمعوا الْغَدَاة غَدَايَا لَمَّا ضمت إلى العَشاَيَا

وأنشد :
( هَتَّاكُ أَخْبِيَةٍ وَلاَّجُ أَبْوبَةٍ ... يَخْلِطُ بالْجِدِّ مِنْهُ الْبِرَّ وَاللِّيناَ )
فجمع الباب ( أَبْوِبَةً ) إذ كان مَتْبَعاً لأخْبِيَة ولو أفرد لم يجز 624 وقال آخر :
( أَزْمَانَ عَيْنَاءُ سُرُورُ المَسْرُورْ ... عَيْنَاءُ حَوْرَاءُ مِنَ الْعِينِ الْحِيرْ )

فقال ( الحِير ) إذ كان بَعْدَ ( العِين )
قال الفرّاء : وأرى قولهم في الحديث : ( ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ ) من هذا ولو أفردوا لقالوا ( مَوْزُورَات )
وقالوا : أرض ( مَسْنِيَّةٌ ) مِنْ ( يَسْنُوها المطر ) والقياس : مَسْنُوَّةٌ وقال الشاعر :
( مَا أَنَا بالْجَافِي وَلاَ المَجْفِيّ ... )
قال الفَرّاء : بَنَاه على جُفِىَ
وقال الآخر :
( أنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وَعَادِيَا ... )
قالوا : بَنَاه على عُدِيَ عليه
وقالوا : ( الْعَلْيَاءُ ) والأصل العَلْوَاءُ لأنه من الواو ألا ترى أنك تقول : ( عَشْواءُ ) ( وَقَنْوَاء ) ( وَسَفْوَاء ) فإن كانت من الياء قُلْتَها بالياء مثل : ( ظَمْيَاء ) ( وَعَميَاء ) تَرُدُّ إلى الواو ما كانت 625 أصْلَهُ وإلى الياء ما كانت أصْلَهُ
قال الخليل : إنما قالوا ( عَلْيَاء ) لأنه لا ذَكَرَ لها فأرادوا أن يفرقوا بين ماله ذَكَرٌ وبين ما ليس له ذَكَر
قال الفرّاء : قد جاءت حروف على ( فَعْلاَء ) لا ذَكَرَ لها بالواو وقالوا : ( اللأْوَاء ) ( وَالْحَلْوَاء ) ولكنهم بنوه على عَلِيتُ وهما لغتان

وَعَلِيتُ والياء في عَلِيتُ أصْلُها الواو قلبت ياء لكسرة ما قبلها
وقالوا : ( فُلاَنٌ مَرْضِيُّ المذهَبِ ) والأصل : ( مَرْضُوّ ) لأنه من الرِّضْوَانِ فبنى على ( رَضِيت )
وقالوا في جمع أبْيَضَ ( بِيضُ ) والقياس ( بُوضُ ) مثل حُمْرٍ وَسُودٍ
وقالوا في جمع قَوْس ( قِسِيّ ) والأصل ( قُوُوسٌ )
وقالوا في جمع حَاجَةٍ ( حَوَائج ) على غير قياس ( وأَنْيُقُ ) والأصل : أَنْوُقُ
وقالوا ( مِذْرَوان ) والأصل ( مِذْرَيَانِ ) وهما فَرْعا كل شيء جاء بالواو لأنه بنى مثنى ولم يأت له واحد فيثنى عليه وكذلك قولهم عَقَلَه ( بِثِنَاييْنِ ) والأصل ( بِثِنَاءَيْنٍ ) كما تقول 626 كِسَاءَين وَرِدَاءَين وإنما جاء بغير همز لأنه بنى مثنى ولم يقولوا ( ثِنَاء ) فَيُثَنَّى عليه
قال الفَرَّاء : وإنما قالوا ( هُوَ أَلْيَطُ بقلبي منك ) بالياء وأصله الواو ليفرقوا بينه وبين المعنى الآخر
قال : ومثله قولهم ( رجل نَشْيَان للأخْبَار ) وهو من ( نَشِيتُ الخَبَرَ ) وأصل الياء في نَشيت واو فقلبت ياء للكسرة فقالوا بالياء ليفرقوا بينه وبين ( نَشْوَان ) من السكر
وجمعوا العيد ( أَعْيَاداً ) وأصله الواو كراهية أن يوافق جمعَ العُود
قال : أهل الحجاز يقولون ( القُصْوَى ) بالواو والقياس ( القُصْيَا ) بالياء مثل العُلْيَا وهو من عَلَوت وَالدُّنْيَا وهو مَنْ دَنَوْتُ وهذا نادر خَرَجَ على الأصل وروى عنهم ( خُذِ الْحَلوَى وَأعْطِه المُرَّى )
وقال الفرَّاءُ : ومن البلاد ( حُزْوَى ) بالواو ومن الشاذ قولهم ( حَلَّ

) 627 وأصلها بالواو وقد قالوا ( حُبْوَتَهُ ) أيضاً قال : وإنما غَيَّرُوا واوها لأن الفعل يأتي منها بالزيادة يقال : احْتَبَيْتُ ولا يقال : حَبَوْتُ فلذلك غُيِّرَت كما قالوا ( رَجُلٌ غَدْيَانُ ) بالياء
قال الفراء : وإنما بنوا ( العُلْيَا ) ( والدُّنْياَ ) بالياء - وأصلهما الواو - على ذَكَرِهما فكان الذَّكَرُ من هذا النوع يكون للأُنْثَى والذكر يقال ( هُوَ أَعْلَى مِنْك ) ( وهِيَ أعْلَى مِنْك ) وكان أعلى قد انتقلت واوه إلى الياء لأنه لو ثنى لقيل : الأعْلَيَانِ
وقال الفراء : قولهم ( أُخْوَةٌ ) بالضم غَلط أو خطأ وإنما هو مثل : غِلْمَةٍ وَجِلَّةس وَغِزْلَةٍ فضمُّوا أوله تشبيهاً بكُسْوَةٍ وَرُشْوَةٍ
قال : ( وَالتّبْيَانُ ) جاء مكسور الأول وهو مصدر بَيَّنْتُ تَبْيِيناً وَتَبْيَاناً مثل : كَرَّرْتُهُ تَكْرِيراً وَتَكْرَاراً ولا يكون في الكلام التِّفْعَالُ إلا اسماً موضوعاً مثل ( التِّمْثَالِ ) ( والتِّقْصَارِ ) ( والتِّلْقَاء ) وموضع يقال له ( التِّرْبَاعُ ) وموضع آخر يقال له ( تِبْرَاكُ )
قال : وإنما شبهوا التِّبْيَان 628 بالعِصْيَان والنِّسْيَان
وقال البصريون : كل اسم جاء على ( التَّفْعَال ) فهو مفتوح التاءِ نحو : ( التَّهْيَامُ ) ( والتَّهْذَارُ ) ( والتَّلْعَابُ ) ( والتّرْدَادُ ) ( والتَّجْوَالُ ) ( والتَّسْيَارُ ) ( والتَّقْتَالُ ) ( والتَّصْعَاقُ ) في الصَّعْق إلا حرفين فإنهما جاءا بكسر التاء قالوا ( التِّبْيَانُ ) ( والتِّلْقَاء ) بمعنى اللقاء وأنشد :

( أَمَّلْتُ خَيْرَكِ هَلْ تَأْتِي مَوَاعِدُهُ ... فَالْيَوْمَ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكِ الأمَلُ )
قال : قولهم : بَنَى يَبْنِي بُنْيَاناً - بالضم - أصله الكسرة مثل العِصْيَان والغِشْيَان وكذلك مصادر هذا الباب قال : وسمعت ( الطُّغْيَان والطِّغْيَان ) ( والغُنْيَان والغِنْيَان ) والكسر أحَبُّ إليه
قال : ومما بنى مفعوله على فُعِلَ ولم يأت على الأصل قولُ الشاعِرِ :
( مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مُرِيحٍ مَمْطُورْ ... )
أرَادَ ( مُرُوحٍ ) وقال الآخر :
( وَماَءٌ قُدُورٍ فِي الْقِصَاعِ مَشِيبُ ... )

629 - يريد ( مَشُوب ) فبناه على شِيبَ
قالوا : وأكثر ما ياتي على هذا المنقولُ عن الواو إلى الياء قال الفَرّاء : وأنشدني الكسائي فيما جاء بالواو :
وَيَأْوِي إلى زُغْبٍ مسَاكِينَ دُونَهُمْ ... فلاَ لاَ تخطّاهُ الرِّفَاقُ مَهُوبُ )
قال : بناهُ على قول من قال ( قَد هُوب الرجل )
قال الفَرّاء : وقولهم ( العُصِيّ ) ( وَالْحُقِيّ ) بالياء لأنهم يجمعون ما بين الثلاثة منه إلى العشر بالياء فيقال ( ثَلاَثُ أدْلٍ ) ( وَعَشْرَة أحْقٍ ) ( وَعَشْرُ أعْصٍ ) فبنوا الكثير على ذلك
قال : وقولهم ( الفُتُوَّة ) بالواو وأصلها الياء وهي مصدر من مصادر الياء شاذ حُمِلَ على مصادر الواو وهو قولك ( أبٌ بَيِّنُ الأبُوِّةِ ) ( وَأخٌ بَيِّنُ الأخُوَّةِ ) ( وَرِخْوٌ بَيَّنُ الرُّخُوَّة ) فلما حملت الفتوة على مصادر الواو جعلت بالواو كما حملت ( الشَّرْوى ) - وهو 6 30 الْمِثلُ - على الواو إذ أشبهت مصادر الواو مثل دَعْوَى وَنَجْوَى قال : ثم جمعوا الفتى ( فُتُوّا ) على ذلك بالواو وكان القياس ( فُتّى )
قال : ولم نجد ياء بعدها واو غير مهموزة في الأسماء إلا في ( يَوْم ) قال : ولا يقال مِنْ يَوْمٍ فَعَلْت وَلاَ يَفْعَلُ

قال الفرّاء : ومن الشاذ قولهم للرَّجُل ( حَيْوَة ) وللقطِّ ( ضَيْوَن )
وقال سيبويه : قالوا ( أَرَقْتُ المَاء ) ثم أبدلوا من الهمزة هاء فقالوا : ( هَرَقْتُ المَاء )
وقال الفرّاء : والهمزة تبدل منها الهاء في أول الحرف كثيراً قالوا ( هِبْرِيَةٌ ) وأصلها ( إبْرِيَةٌ ) وقالوا ( هَنَرْتُ ) وأصله ( أَنَرْتُ ) ( وَهَرَحْتُ ) وأصله ( أرَحْتُ ) ( وهَرَقْتُ ) والأصل ( أرَقْتُ )
قال سيبويه : ثم لزمت الهاء فصارت كأنها من نفس الحرف ثم أدخلت الألف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم العينَ لأن أصله أرْيَقْتُ فقالوا : ( أهْرَقْتُ ) ونظيره ( 631 ( أسْطَعْتَ تُسْطِيع )

قال الفرّار : توهموا أن قولهم ( أَسْطَعْتُ ) أفْعَلْتُ لأنه بوزنه
وقال الأحمر : يقال ( مَشِشَتِ الدَّابة ) بإظهار التضعيف ليس في الكلام غيره
وزاد غيره يقال : ( لَحِحَتْ عَيْنه ) إذا التصقت ( وَضَبِبَ البَلَد ) إذا كثر ضِبَابه ( وَألِلَ السِّقَاء ) إذا تغيرت ريحه ( وَقَطِطَ شَعْرُهُ ) ( وَصَكِكَتِ الدَّابة ) من الصَّكَكِ في القوائم
وقالوا : ( شَجَرَةٌ فَنْوَاء ) أي : كثيرة الأفْنَانِ والقياس فَنّاء
قال سيبويه : ومما جاءَ على أصله :
( وَصَالِيَاتٍ كَكَماَ يُؤَثَفَيْنْ ... )
وهو من أثفيت وقول الآخر :
( كُرَاتُ غُلاَمِ مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ ... )

قال الخليل : كان الأصل في مثل أخْرَجَ يُخْرِجُ أن تثبت الهمزة 362 في يُفْعِلُ وأخواتها فحذفت استثقالاً لها وجاء هذان الحرفان على الأصل
قال الفرّاء : وإنما قالوا ( يُهَرِيق ) ففتحوا الهاء لأنها أبدلت من همزة ولو كانت ظاهرة لكانت مفتوحة لأنهم لو قالوا بالقياس في ( يُخْرِجُ ) لكان ( يُؤَخْرِجُ )
قال الفرّاء : الميم تزاد في أول الحرف وآخره ولا تزاد في وسطه فأما ما زيدت فيه أولا فَمَفْعَل ونحوه وأما ما زيدت فيه آخراً ( فَقَمٌ ) ( وَاللَّهْمَّ ) ( وَزُرْقُمٌ ) ( وَسُتْهُمٌ ) ( وَابْنُمٌ )
قال سيبويه : وكل ميم كانت في أول حرف فهي مزيدة إلا ميم ( مِعْزَى ) فإنه من نفس الحرف لأنك تقول مَعْزٌ ولو كانت زائدة لقلت عَزًى وميم

( مَعَدّ لأنك تقول تمعدد ( وَتَمَفْعَلَ ) قليل قالوا من مسكين ( تَمَسْكَنَ ) وهو من التمسكن ( وَتَمَدْرَع ) وهو من المِدْرَعة
وقال : والميم في ( المَنْجَنِيق ) من نفس الحرف وهو بمنزلة عنتريس ( وَمَنْجَنُون ) كذلك بمنزلة عَرْطَلِيلٍ 633 وميم ( مأْجَج ) وميم ( مَهْدَد ) من الحرف لأنهما لو كانتا زائدتين لأدغمت كَمَرَدّ وَمَفَرّ فإنما هما بمنزلة الدالين في قَرْدَد
قال سيبويه : وكل همزة جاءت أولا فهي مزيدة في نحو ( أحْمَرَ ) ( وَأفْكَل ) وأشباه ذلك إلا ( أوْلَقاً ) فإن الهمزة من نفس الحرف ألا ترى أنك تقول ( أُلِقَ الرَّجُلُ ) قال : وهو فَوْعَل ( وَأَرْطًى ) لأنك تقول ( أَدِيمٌ مَأْرُوطٌ ) ولو كانت الهمزة زائدة لقلت مَرْطِيّ
قال سيبويه : ( وَإمَّرٌ ) ( وَإمَّعٌ ) الهمزةُ من نفس الحرف لأن إفْعَلاً لا يكون وصفاً وإنما هو فِعَّل ( وَإلَّقُ ) من التألّق كذلك هو مثل ( هِيَّخ )
قال : ومما همزوه وهو من نفس الحرف ( أوّل ) ( وَأوَائِل ) استثقلوا ألفاً بين واوين
قال الفرّاء : ومما همزوه ولا حظَّ له في الهمز ( غِرْقِىء البيضِ ) وأصله من الغَرَق ( والشَّمْأَل ) ( وَالشّأْمِل ) 634 وأصله من الشَّمَال
قال الفرّاء : وقالوا ( قُمْتُ قِيَاماً ) ( وَصُمْتُ صِيَاماً ) فقلبوا في المصدر الواو ياء وقالوا ( قَاوَمْتُهُ قَوَاماً ) ( وَحَاوَرَتُهُ حِوَاراً ) فلم يقلبوا في المصدر الْوَاوَ

لأن الواو صحَّت في فعل هذا المصدر الثاني فصحت فيه واعتلت في فعل المصدر الأول فاعتلت فيه
وقال الفرَّاء : في قول العرب ( صَارَ صَيْرُورَةً ) ( وَحَادَ حَيْدُودَةً ) ( وسَارَ سَيْرُورَةً ) : وهو خاصٌّ لذوات الياء من بين الكلام إلا في أربعة أحرف من ذوات الواو وهي ( كَيْنُونَة ) ( وَدَيْمُومَةٌ ) ( وَهَيْعُوعَة ) ( وَسَيْدُودَة ) وإنما جعلت بالياء وهي من الواو لأنها جاءَت على بناء لذوات الياء ليس للواو فيه حظ فقيلت بالياء كما قالوا ( الشِّكَاية ) وهي من ذوات الواو لَمَّا جَاءَت على مصادر الياء نحو ( السِّعَايَة ) ( وَالرِّمَاية )
وقال البصريون : ( كَيْنُونَة ) وأخواتها أريد بهن ( فَيْعَلُولَة ) فَخُفّفْن كما خفف الميِّت
قال الفرَّاء : أريد بهن ( فُعْلُولَة ) ففتحوا أولها كراهيةَ أن تصير الياء واواً وأما ( فَيْعَلُولَة ) فإنها 635 صورة لم تأتِ لسقيم ولا صحيح ولو كانت للمعتل على مذهبهم لوجدتها تامَّة في شعر أو سجع كما وجدت المَيِّتَ وَالمَيْتَ
وقال غير واحد : كل ( افْعَلَ ) فالإسم منه ( مُفْعِل ) بكسر العين - نحو : ( أقْبَلَ فَهُوَ مُقْبِل ) ( وَأْدْبَرَ فَهُوَ مُدْبِر ) وجاء حرف واحد نادر لا يعرف غيره قالوا ( أَسْهَبَ فيِ كلاَمِهِ فَهُوَ مُسْهَبٌ ) بفتح الهاء - ولا يقال ( مُسْهِب ) - بكسر الهاء -
وجاء الإسم منه أيضاً على ( فَاعِلٍ ) في حروف قالوا : ( أيْفَعَ الْغُلاَم فَهُوَ يَافِعٍ ) ( وَأوْرَسَ الشَّجَرُ فَهُوَ وَارِسٍ ) إذا أورق ( وَأبْقَلَ المَوْضِعُ فَهُوَ بَاقِلٌ )
ومما جاء الإسم منه على ( فَاعِلٍ ) ( وَمُفْعِل ) : ( أَمْحَلَ الْبَلَد فَهُوَ مَاحِل وَمُمْحِل ) ( وَأعْشَبَ الْبَلَد فَهُوَ عَاشِب وَمُعْشَب )

( وأَغْضَى اللّيْلُ فهو غَاضٍ وَمُغْضٍ ) قال رؤبة :
( يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوَازِ لَيْلٍ غَاضِ ... )
أي : مُغْضٍ
وأما قول العجّاج :
( يَكْشِفُ عَنْ جَمَّاتِه دَلْوُ الدَّالْ ... )
636 - فإن ( الدّالي ) هو الجاذبُ للدَّلْو ليخرجها يقال منه ( دَلاَ يَدْلُو )

( والمُدْلِى ) هو المُسْتَقِى يقال ( أَدْلى دَلْوَهُ ) إذا ألقاها في الماء ليستقي ولو قال ( العَجَّاجُ ) المُدْلِى لكان أشبه بما أراد ولكنه أراد القافية وعلم أن الدالي وَالمُدْلِى يجوز أن يوصف بهما المستقى بالدلو قال : فأراد يكشف عن الماء دلو المستقى
ويقال : ( أَعَقَّتِ الْفَرَسُ ) فهي ( عَقُوق ) ولا يقال ( مُعِقّ ) ( وأَنْتَجَتْ ) فهي ( نَتُوج ) ولا يقال ( مُنْتج )
وأما قولهم : ( أحْبَبْتُه فهو مَحْبُوب ) ( وأجَنَّه الله فهو مَجْنُون ) ( وأحَمَّه فهو مَحْمُوم ) ( وأزَكَمَه الله فهو مَزْكُوم ) ومثله ( مَكْزُوز ) ( ومَقْرُور ) فإنه بنى على فُعِل لأنهم يقولون في جميع هذه فُعِل بغير ألف يقولون ( حُبّ ) ( وجُنّ ) ( وزُكِمَ ) ( وحُمَّ ) ( وقُرَّ ) ( وكُزّ ) قال : ولا يقال : ( قد حَزَنَه الأمْرُ ) ولكن يقال ( أحْزَنَه ) يقولون ( يَحْزُنه ) فإذا قالوا أفعله الله فكلّه بالألف ولا يقال ( مُفْعَل ) في شيء 367 من هذه إلا في حرف واحد قال عنترة :
( وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ ... مِنِّي بِمَنْزِلَةِ المْحَبِّ المُكْرَمِ )

قال البصريون : تقدير ( إنسان ) فِعْلان زيدت الياء في تصغيره كما زيدت في تصغير ليلة فقالوا ( لُيَيْلِيَةٌ ) وفي تصغير رجُل فقالوا ( رُوَيْجِل )
وقال بعض البغداديين : الأصل فيه ( إنْسِيَان ) على زنة إفْعِلاَن فحذفت الياء استخفافاً لكثرةِ ما يجرى على ألسنتهم فإذا صغروه قالوا ( أُنَيْسِيَان ) فردُّوا الياء لأن التصغير ليس يكثر ككثرة الإسم مكبّراً وقالوا في الجميع ( أنَاسِيّ )
وكذلك إنْسَانُ العين وقالوا : ( أُنَاسٌ ) في الناس ولا يقال ذلك في إنسان العين
قال : وروى عن ابن عبَّاس رضي الله عنه أنه قال : إنما سُمِّى إنساناً لأنه عَهِدَ إليه فنَسِىَ فهذا دليل على أنه إنْسِيَانٌ في الأصل
قال الفرّاء : ( التَّوْرَاة ) من ( وَرِىَ الزَّنْد ) كأنها الضِّيَاء
قالوا : ( وآريّ ) الدَّابة 638 فَاعُولٌ من التأرَى وهو التحبنّس قالوا : ( وأُدْحِيّ النَّعَامة ) أفُعُولٌ من دَحَا يَدْحُو لأنها تَدْحُوه بصدرها وهو مثل أُفْحُوص
قال الفراء : ( ماَء مَعِينٌ ) مَفْعُول من العُيون فنُقِصَ كما قيل مَخِيط ومَكِيل ( والسُّرِّيَة ) فَعْلِيَّة من السِّر وهو النكاح إلا أنهم ضموا أولها كما يغيرون في النسب
قال الأصمعي : وقولهم ( تَسَرَّيْتُ ) أصله تَسَرَّرْتُ من السر - وهو النكاح

قال الله جل ثناؤه : ( ولكن لاَ تُواَعِدُوهُنَّ سِرَّاً ) أي : نكاحاً فأُبْدِل من الراء ياء كما قالوا ( تَظَنَّيْتُ ) من الظن وأصلها تظننت
وقالوا ( لَبَّى فُلاَنٌ ) من التلبية وكان أصلها لَبَّبْتُ لأنها من أَلْبَبْتُ بالمكان قال ذلك الخليل وقال : ومعنى ( لَبَّيْك ) ها أنا ذا عبدك قد أجبتك قد خضعت لك 639 وَثَنَّوْهُ على جهة التأكيد أي : قد أجبتك إجابة بعد إجابة ونصبوه على جهة المصدر كما تقول : حَمْداً لله وشكراً ومثله ( حَنَا نَيْكَ )
وقال أبو عبيدة في قول الشاعر :
( فَقُلْتُ لَهَا : فِيئى إِلَيْكِ فَإنني ... حَرَامٌ وَإنِّي بَعْدَ ذَاكِ لَبِيبُ )
أراد مُلَبّ
قال البصريون في تقدير ( قُضَاة ) ( ورُمآة ) وأشباه ذلك من المعتل : فُعَلَة ولا يكون هذا في جمع الصحيح
وحكى الفرَّاء عن بعض النحويين أنه قال : تقديره فَعَلَة مثل ( كَافِرٍ وكَفَرة ) ( وفاجر وفَجَرَة ) إلا أنهم خَصُّوا الياء والواو بضم أوله

قال الفَرّاء : وليس ذلك كما قالوا لأنا قد وجدنا ( سَرِياً من قوم سَرَاة ) فلو كان كما قالوا لقيل ( سُرَاة ) فتجنبوا الجمع على فُعَلَةٍ ولكنهم قالوا في ذوات الياء وَالواو وهم يريدون مثال ( صُوَّم ) ( وَقُوَّم ) فثقل عليهم أن يشددوا العين وبعدها ساكن كأنه ألف إعراب فخففوا الشديدة وهم يريدونها وزادوا في آخره الهاء لتكون 640 تكملة للحرف إذا نقص كما قالوا ( أَقَمْتُه إقَامَةً ) فإذا شَدَّدوا سقطت الهاء قال الله عز و جل : ( أو كانوا غزَّى ) قال : ولو قلت ( الرُّعَّى ) في الرُّعَاة ( والعُفّي ) في العُفَاة لكنت مصيباً
قال البصريون في تقدير ( أشياء ) : هي فَعْلاَء نقلت همزتها إلى أولها كما قالوا ( عُقَابٌ بَعَنْقَاةٌ )
قال الفرّاءُ : ولم أجد لهم في ذلك مذهباً يشبه وَجْهَ العربية لأنهم أكثروا على ( الشيء ) العلَّةَ فقدموا ما لم يقدّم ولم نسمعه وجمعوه وهو ذكر خَفيف على جمع لم يأت إلا فيما واحدته مُثَقَّلة مؤنثة مثل ( الْقَصَبَةِ ) ( وَالقَصْبَاء ) ( وَالشَّجَرة ) ( وَالشَّجْراء ) ( وَالطَّرَفة ) ( وَالطَّرْفاء )
وقال الفرّاء : قال الكسائي وغيره من أصحابنا : إنما تُرِكَ إجراؤها لأنها شُبِّهَتْ بفَعْلاَءَ وكثرت في الكلام حتى جُمعت ( أشْيَاوَات ) كما جمعوا الفَعْلاَءَ على الفَعْلاَوَات
قال الفراّء : كأن أصل شَيْء شَيِّء على مثال شَيَّع ثم جُمع على أفعِلاَءَ

641 - مثل ( لَيّن وأليناءَ ) ثم تركوا في ( أشيئاءَ ) الهمزة من العين فخفف وترك الإجراءُ لأنها أفعلاءُ باب ما جَمْعُه وواحده سواء
( الفُلْك ) السفن واحدها ( فُلْك ) قال الله جل ثناؤه : ( في الْفُلْكِ المَشْحُونِ ) وقال في موضع آخر : ( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فيِ الْفُلْكِ وجَرَيْنَ بهِمْ )
( والطَّاغُوت ) واحد وجمع ومذكر ومؤنث قال الله جل ثناؤه : ( والَّذِينَ كَفَرُوا أَوْليَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرجُونَهُمْ ) وقال : ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطاغوتَ أَنْ يَعْبُدُوهاَ )
( والزَّوْج ) يكون واحداً ويكون اثنين قال الله جل ثناؤه : ( مِنْ كلٍّ زَوْجَيْن اثنَيْن ) وهو ههُنا واحد ويقال للاثنين - إذا كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى وكانا من جنس واحد - : ( هذا زوج هذا ) والمعنى احْمَل من كل ذكر وأنثى اثنين
قال الكسائي : يقال ( غُلاَم يَفَعَة وَغِلْمَان يَفَعَة ) الجميعُ مثلُ الواحدِ
قال 642 سيبويه : يقال ( جمل عُبْر أسفارٍ ) ( وَجمال عُبْر أسفار ) ( وَدِرْع دِلاَصٌ ) ( وَأَدْرُع دِلاَصٌ ) وربما قيل ( دُلُص ) ( وَامرأة هِجَانٌ ) ( وَنِسْوَةٌ هِجَانٌ ) وربما قيل ( هَجَائن )
وقال سيبويه : ( الْحَلْفَاء ) واحد وجمع وكذلك ( الطَّرْفاء ) ( والبُهْمَى ) واحدةٌ وجميعٌ ( والشُّكَاعَى ) واحدة وجميع

وقال غيره : ( الطَّرْفَاء ) جمع ( طَرَفَة ) ( وَالْحَلْفَاء ) جمع ( حَلَفة ) ( وَالشَّجْرَاء ) جمع ( شَجَرَة ) ( وَالْقَصْبَاء ) جمع ( قَصَبة )
قال الفرَّاء مثل ذلك إلا في ( الْحَلْفَاء ) فإنه قال : لم أسمع الواحدة منها إلا ( حَلْفَاءة ) وتُصَغَّر ( حُلَيْفِيَة )
قال غيره : يقال ( بعير قُرْحَان ) إذا لم يُصِبْه الْجَرَبُ ( وصَبِيٌّ قُرْحاَنٌ ) إذا لم يصبه الْجدَرِيُّ الواحدُ والإثنانِ والمذكرُ والمؤنثُ فيه سواء وكذلك ( شَاةٌ شَحَصٌ وشُصُص ) وهي التي ذهب لبنها ( ورجل قَزَمٌ ) وأصله في الشاء وهو أردأ المال وشَرُّه ( وعَبْدٌ قِنّ ) الواحد والإثنان والجمع والمذكر والمؤنث في هذه الأحرف سواءٌ إلا أن جريراً قال :
( 643 أَوْلاَدُ قَوْم خُلِقُوا أقِنَّه ... )
فجَمَع
قال : والإسم إذا وصف بالمصدر كان واحدُه وجميعُه سواء وكذلك مذكره ومؤنثه كان بمعنى المفعول أو بمعنى الفاعل يقال : ( ماءٌ غَوْرٌ ) ( ومياه غَوْرٌ ) أي : غائر
وإنما هذا مصدر غار الماء يَغُور غَوْراً ( ويَوْمٌ غَمّ )

بمعنى غامّ ( وَأيَّام غَمٌّ ) ( وَرجل نَوْم ) بمعنى نائم ( وَرجل صَوْمٌ ) أي : صائم ( وَرجل فِطْر ) أي : مُفْطر ( وَرجل فَرَط إلى الماء ) ( وَقَوْمٌ فَرَط ) ( وَماء كَرَع ) للماء يُكْرَع فيه ( وَلبن حَلَب ) أي : محلوب ( وَماء صِرًى ومياه صِرًى )
ويقال : ( هو رِضَى وهم رِضَى ) ( وَرجل كَرَم ونساء كَرَم ) ( وَرجل فَرُّ ورجال فَرٌّ ) ( وَماء سَكْب ) ( وَأذن حَشْرٌ ) إنما هي حُشِرت حَشْراً فهي محشورة ( وَهذا الدرهم ضَرْبُ بلد كذا ) أي : مضروب ( وَهذا خَلْقُ الله وهؤلاء خَلْقُ الله ) أي : مخلوقو الله كُلُّ هذه مصادَرُ لا تجمع ولا تؤنث
وتقول ( هو قريب منك وهم قريب منك ) ( وَهو أمَمٌ وهو أمَمٌ ) ( وَهو 644 قَمَن وهم قَمَنٌ ) ( وَهو حَرًى وهم حَرًى ) فإن أدخلت الياء في قَمَن فقلت ( قمين ) ثَنَّيْتَ وجمعت وأنثت
قال أبو عبيدة : ( فرس عَيَاء ) لا يحسن أن ينزو وفي الجمع كذلك ( حُصْنٌ عَيَاء ) ( وَرجل جُنُب وَقَوْمٌ جُنُب ) قال الله جلَّ ثناؤه : ( وَإنْ كُنْتُمْ جُنُباً فاطّهروا ) ( وَرجل عَدْل ورجال عَدْلٌ ) .

باب ما جاء على بنية الجمع وهو وصف لواحد

قالوا ( مَة أعْشَار ) ( وَثَوْبٌ أسْمَال ) ( وَأخْلاَق ) ( وَنَعْل أَسْمَاط ) إذا كانت غير مَخْصُوفة ( وَسَرَاوِيل أسْمَاط ) إذا كانت غير مَحْشُوَّة
قال الكسائي : وإنما قالوا ( ثَوْبٌ أَخْلاَقٌ ) أرادوا أن نَوَاحيه أخلاَقٌ فلذلك جمع

باب أبنية نعوت المؤنث

ما كان من النعوت على فَعْلاَن فالأنثى فَعْلَى هذا هو 645 الأكثر نحو ( غَضْبَان وَغَضْبَى ) ( وَسَكْرَان وَسَكْرَى ) وبعضهم يقول : ( سَكْرَانة ) ( وَغَضْبَانة )
وقالوا : ( رَجُل سَيْفَان ) للطويل المَمْشُوق ( وَامْرَأَة سَيْفَانة ) للطويلة الممشوقة ( وَرَجُل مَوْتَان الفُؤَاد وَامْرَأَة مَوْتَانة ) ولم يقولوا في هذين فَعْلى
وما كان على فُعْلان فمؤنثه بالهاء نحو ( خُمْصَان وَخُمْصَانة ) ( وَعُرْيَانٍ وَعُرْيَانَةٍ )
وأفْعَلُ مؤنثه فَعْلاَء نحو ( أحْمَر وَحَمْرَاء ) ( وَاعْشَى وَعَشْوَاء )
وربما قالوا في المذكر أفْعَل ولم يقولوا في المؤنث فَعْلاء قالوا للفرس الخفيف الناصية ( أَسْفَى ) ولم يقولوا للأنثى ( سَفْوَاء )
وقالوا للبغلة ( سَفْوَاء ) ولم يقولوا للبَغْل ( أَسْفَى )
وربما قالوا في المؤنث فَعْلاَء ولم يقولوا في المذكر أفْعَل قالوا ( نَاقَة قَصْوَاء ) وهي المقطوعة طرف الأذن أو المشقوقة الأذن ولم يقولوا في البعير ( أقْصَى ) إنما هو مَقْصِىّ وَمُقَصَّى وَمَقْصُوّ
وقالوا : ( نَاقَة رَوْعَاء ) إذا كانت نشيطَةً ولا يقال للجمل ( أرْوَع ) ( وَنَاقَة قَرْوَاء ) للطويلة الظَّهْرِ ولم يقولوا للجمل ( أقْرَى ) وقد حكى ابن 646 الأعرابي ( أقْرَى )
وقال العجّاج وذكر ريحاً :

( حَدْوَاءُ جَاءَتْ مِنْ جِبَالِ الطُّورْ ... )
جعلها حَدْوَاء لأنها تَحْدُو السحاب أي : تَسُوقه
ولم يقولوا في المذكر ( أحْدَى ) وقال امرؤ القيس :
( دِيمَةٌ هَطْلاَءٌ فيِهاَ وَطَفٌ ... )
ولم يقولوا في المذكر ( أهْطَل ) إنما يقال ( هَطِلٌ )
وقد يوصف المؤنث بمالا يوصف به المذكر ألا ترى أنهم قالوا : ( نَاقةٌ أُجُد ) ولم يقولوا ( بَعِير أُجْد )
وعلامات التأنيث تكون آخراً بعد كمال الإسم إلا كلتا فإن التاء - وهي علامة التأنيث - جعلت قبل آخر الحرف
وقالوا ( بُهْمَاة ) فأدخلوا الهاء التي هي علامة التأنيث على ألف فُعْلَى وهي علم للتأنيث وفُعْلى لا تكون إلا للمؤنث . باب أبنية المصادر فَعَلَ يَفْعِلُ
المصدر من هذا على فَعْل نحو : ضَرَب يَضْرِب 6 47 ضَرْباً وَحَطَمَ يَحْطِمُ حَطْماً ويجىء على فَعِلٍ قالوا : حَرَمه يَحْرِمه حَرِما وَسَرَقه يَسْرِقه سَرِقا

ويجىء على فِعَال نحو : نَكَحَ نِكَاحا وَسَبَقَ سِبَاقا ويجىء على فِعْلاَن نحو : وَجَدَ بَجِدُ وِجْدَاناً وحَرَمَ يَحْرِمُ حِرْمَاناً وأتاَه إتياناً ويجىء على فِعَالةٍ نحو : حمَاه يَحْمِيه حِمَاية ونكاه يَنْكِيه نِكاية ويجىء على فِعْلة نحو : حَمَيْتُة حِمْيَة وعلى فَعْلَة وَفَعَلٍ نحو : غَلَبَه يَغْلِبه غَلَبةً وَغَلَباً وسَرَقَه يَسْرِقه سَرِقَةً سَرَقَةً وسَرَقاً ويجىء على فَعْلاَن نحو : لَوَاهُ لَيَّاناً وعلى فَعَلاَن نحو : عَسَل يَعْسِل عَسَلاَناً ومال يميل مَيَلاناً وعلى فُعُول نحو وَثَبَ وُثُوباً وعلى فَعِيل نحو صهَل صَهِيلاً ووَجَب قَلْبُه وُجِيباً ويجىء على فَعَال قالوا : قَضَى قضَاءً ومَضَى مَضاَءً ونمى نماَءً ويجىء على المعتل في فُعَلِ قالوا : هَدَاه يَهْدِيه هُدًى وسَرَى يَسْرِى سُرًى
وليس يجيء مصدر على فُعَل إلا في المعتل وقالوا : التُّقَى أيضاً . 648 باب فَعَلَ يَفْعُلُ
يجيى المصدر من هذا على فُعُول نحو : سَكَتَ سُكُوتاً وخَرَج خُرُوجاً وعلى فَعْل نحو : قَتَله قَتْلاً ودَقَّه دَقًّا وعلى فَعَل نحو : حَلَب يَحْلَبُ حَلَباً وطَرَدَ يَطْرُدُ طَرَداً وسَلَبَهُ سَلَباً وحَزَنهُ حَزَناً وَطَلَبَه طَلَباً وجَلَبَهُ جَلَباً وهو قليل وعلى فَعِل نحو : خَنَقَهُ خَنِقاً وعلى فِعْل نحو : ذَكَرَهُ ذِكْراً وقَالُ يَقُولُ قِيلاَ وعلى فُعْل نحو : شَكَرَ شْكْراً وكَفَر كُفْراً وعلى فُعْلاَن نحو : شَكَرَ شُكْرَاناً وكَفَرَ كُفْرَاناً وعلى فُعَال نحو : نَعَسَ يَنْعُسُ نُعَاساً وصَرَخَ يَصْرُخُ صُرَاخاً وعلى فَعَلاَن نحو : نَزَا يَنْزُو نَزَوَاناً وطَافَ يَطُوف طَوَفَاناً وعلى فَعِيل نحو : خَبَّ يَخُبَّ خَبِيباً وعلى فِعَالَةِ نحو : زَارَ يَزُورُ زِيَارَةً وسَاسَ يَسُوسُ سِيَاسَةَ وعَبَدَ عِبَادَةً وعلى فِعَال نحو : قَامَ قِيَاماً وصَامَ صِيَاماً وكَتَبَ كِتَاباً وبعض العرب يقول ( كَتْباً ) على القياس وحَجَبَه حِجَاباً ويجىء على فَعَال نحو : زَالَ يَزُول زَوَالاً وثَبَتَ يَثْبُتُ ثَبَاتاً وثُبُوتاً

649 - باب فَعِلَ يَفْعَلَ
يجىء المصدر من هذا على فَعَلٍ نحو : تِعِبَ تَعَبًا وسَخِطَ سَخَطاً وعلى فَعْل : نحو : بَلِعَ يَبْلَعُ بَلْعاً ولَحِسَ يَلْحَسُ لَحْساً وعلى فُعُول نحو : لَزِمَهُ لُزُوماً ونَهِكَتْهُ الْحُمَّى تَنْهَكُهُ نُهُوكاً وعلى فُعْل نحو : شَرِبْتَ شُرْباً ووَدِدْتُ فُلاَناً وُدًّا وعلى فِعَال نحو : سَفَدَ مَسْفَدُ سِفَادِاً وعلى فِعْلاَن نحو : غَشِىَ غِشْيَاناً وحَسِبَ حِسْبَاناً وعلى فَعَال نحو : سَمِعَ يَسْمَع سَمَاعاً وعلى فَعْلَة نحو : رَحِمْتُه رَحْمَةً وعلى فَعَلاَن نحو : شَنِئْتُه أشْنَوه شَنَآناً وعلى وعلى فَعِلٍ نحو : ضَحِكَ ضَحِكاً ولَعِبَ لَعِباً وعلى فَعَالة نحو زَهِدْتُ زَهَادَة وسَئِمْتُ سَآمة وقَنِعْتُ قَنَاعَةً وعلى فُعْلَة نحو : شَهبَ يَشْهَبُ شُهْبَةً وكَهِبَ يَكْهَبُ كُهْبَةَ وصَدِىء يَصْدَأ صُدْءَةً وعلى فِعْل نحو : عَلِمَ يَعْلَم عِلْماً
فَعَلَ يَفْعَلُ
يجيء المصدر من هذا على فُعُول نحو : جَحَدَة 650 يَجْحَدُهُ جُحُوداً وعلى فُعَال نحو : سَأَلَه يَسْأَله سُؤَالاً ومَزَحَ يَمْزَح مُزَاحاً وعلى فَعَلاَن نحو : لمَعَ يَلْمَعُ لَمعاَناً ودَأَلَ يَدْأَل دَأَلاَناً وعلى فَعْل نحو : نَفَعَ يَنْفَعُ نَفْعاً وذَبَحَ يَذْبَحُ ذَبْحاً وعلى فَعَال نحو : ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً وعلى فِعَالة نحو : قَرَأَ قَرَاءَةً وعلى فَعَالة نحو : نَصَحَ يَنْصَحُ نَصَاحَةً وعلى فِعَال نحو : طَمَحَ طِمَاحاً وضَرَحَ ضَرَاحاً
فَعُلَ يَفْعُلُ
يجىء المصدر من هذا على فَعَالة نحو : مَلُحَ يَمْلُح مَلاَحَةً ونَبُلَ يَنْبُلُ نَبَالةً وعلى فُعُولة نحو : قَبُحَ يَقْبُحُ قَبَاحَةً وقُبُوحَةً وسَهُلَ يَسْهُل سُهُولة وعلى فُعْلٍ نحو حَسُنَ يَحْسُن حُسْناً وقَبُحَ يَقْبُح قُبْحاً وعلى فِعَل نحو

صَغُرَ صِغَراً وَعَظُمَ عَظَماً وسَرُعَ يَسْرُعُ سِرَعاً وعلى فَعَل قالوا : كَرُمَ كَرَماً وَشَرُفَ شَرَفاً وعلى فِعْلَةٍ وفَعْلةٍ نحو : وَضَعَ يَوْضُعُ ضِعةَ وضَعةً ووَقُح يَوْقُح قِحَةً وقَحَةً وعلى فَعْلٍ قالوا : ظَرْفَ يَظْرُفُ ظَرْفاً
قال سيبويه : أما قولهم الْجَمَالُ فإنه مصدر جَمُل يجمُل وأصله جماَلة كما قالوا : 561 صَبُحَ يَصْبُحُ صَبَاحَةً وقَبُحَ يَقْبُحُ قَبَاحَةً فحذفوا
وقالوا - من غير هذا الباب - شَقِىَ شَقَاء وشَقَاوَة كما قالوا : سعِدَ سعَادَة وقالوا : اللَّذَاذ واللَّذّاذَة وإنما هو مصدر لَذَّ يَلَذُّ وقالوا : بَهُوَ يَبْهُو بَهَاء وبَذُوَ يَبْذُو بَذَاء مثل جَمَال .

باب مصادر بنات الأربعة فما فوق

يجىء مصدر أفْعَلْتُ على إفْعَال تقول : أكْرَمْتُ إكْراَماً وأعْطَيْتُ إعْطَاء والألف مقطوعة وفي المعتل على إفعالة تقول : أَقَمْتُهُ إقَامَةً وأَجَلْتُهُ إجَالةً وإنا أدخلت الهاء فيه تعويضاً مما ذهب منه والذاهب منه موضع العين من الفعل وربما حذفت الهاء إذا أضيفت نحو قول الله جلّ ثناؤه : ( وَإقَامِ الصَّلاَةِ ) وكذلك الإستفعالة نحو : الأُسْتِقَامَة
ويجىء مصدر فَعّلْتُ على التَّفْعِيل والْفَعّال نحو : كَلَّمْتُه تَكْلِيماً وَكِلاَّماً وكذّبته تكذيباً وكِذّاباً وجَمَّلْته تجميلا وَجِمّالا وفي بنات 652 الياء والواو على تَفْععلة نحو : عَزَّيْتُهُ تَعْزِيةً وَقَوَّيْتُهُ تَقْوِيَةً
ويجىء مصدر فَاعَلْت على مُفَاعَلَة وعلى فِعَالٍ وعلى فِيعاَل نحو : فَاتَلْتُه

وَقِتَالاً وجَالَستُه مُجَالَسَة وقَاعَدْتُه مُقَاعَدَةَ ومَارَيْتُه مُمَارَاةً وَمِرَاءَ وجَادَلَتُهُ مُجَادَلَةً وَجِدَالاً قال : والذين يقولون : تَفَعّلْتُ تِفْعَّالا يقولون : قَاتَلْتُهُ قِيتَالاً
ويجىء مصدر تَفَعَّلْتُ عَلَى التَّفْعُّل يقولون : تَقَوَّلْتُ تَقَؤُلاً وتكذبت تَكَذُّبًا والذين يقولون ( كلمته كِلاَّماً ) يقولون : تحمَّلْتُ تِحمَّالاً
ويجيء مصدر تَفَاعَلْتُ على التَّفَاعُل - بضم العين - نحو : تَغَافَلْتُ تَغَافُلاً وقد شذ منه حرف يقولُه بعضُ العرب بالكسر وبعضُها بالفتح قالوا : تفاوت الأمر تَفَاوَتاً وتَفَاوِتاً حكاه أبو زيد قال : والكِلاّبِيُّونَ يفتحون
ويجىء مصدر افتعلْتُ على افْتِعَال نحو : اقْتَتَلْناَ اقْتِتَالاًُ واحْتَبَسْت احْتِبَاساً
653 - ويجىء مصدر انْفَعَلْتُ على انْفَعَال نحو : انْطَلَقْتُ انْطِلاَقاً وانْصَرَم الشَّيْءُ انْصِرَاماً
ويجىء مصدر افعَللْتُ عَلَى افْعِلاَل نحو : احْمَرَرْتُ احْمِرَاراً وَاسْوَدَدْتُ اسْوِدَاداً
ويجىء مصدر افْعَالَلْت عَلَى اقْعِيلاَل نحو : اشْهَابَبْتُ اشْهيبَاباً
ويجىء مصدر افْعَوّلْتُ عَلَى افْعِوَّال نحو : اجْلَوَّذَ اجْلِوَّذاً
ويجىء مصدر افْعَنْلَلْتُ على افْعِنْلاَل نحو : اقْعَنْسَسَ اقْعِنْسَاساً
ويجىء مصدر افعَوْعَلْتُ على افْعِيعَال نحو : اغْدَوْدَنْتُ اغْدِيدَاناً
ويجىء مصدر استفعلت على استفعال نحو : استَخْرَجْتُ اسْتِخْرَاجاً . باب ما جاء فيه المصدر على غير صَدْرٍ
قال الله عَز وجل : ( واللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرضِ نَبَاتاً )

فجاء عَلَى نَبَتَ وقال الله جل ثناؤه ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتلاً ) فجاءَ عَلَى بَتّلَ وقال الشاعر :
( 654 وَخَيْرُ الأمْرِ ماَ اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ ... وَلَيْسَ بِأَنْ تَتَبَّعَهُ اتَّبَاعاَ )
فجاء على اتَّبَعْتُ . وقال الآخر :
( وَإنْ شِئْتُمْ تَعَاوَدْناَ عِوَاداَ ... )
فجاء على عَاوَدْناَ
وإنما تجىء هذه المصادر مخالفة للأفعال لأن الأفعال - وإن اختلفت أبنيتها - فهي واحدةٌ في المعنى

اقسام الكتاب

1 2 3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

5.مجلد5.الفصل لابن حزم في الملل والأهواء والنحل/الجزء الخامس الجزء الخامس

  الفصل لابن حزم في الملل والأهواء والنحل/الجزء الخامس  الجزء الخامس الفصل بكسر ففتح جمع فصلى بفتح فسكون كقصعة وقصع النخلة المنقولة من محلها...